(فاردة عرس) على طريق المطار
احمد ابوخليل
19-03-2012 01:51 AM
بحسب تصريح لوزير الأشغال العامة, سيكون لدينا قريباً أول طريق بالأجرة, أي أن على السيارة التي تريد أن تمر عليه أن تدفع النقود مقابل ذلك. والطريق المنتظر هو طريق بين عمان والمطار.
سواء تعلق الأمر بهذا المشروع أو غيره من المشاريع المكلفة مالياً, من غير المعروف مدى حصافة قرار إقامتها في ظل عجز موازنة كالذي تعيشه البلد, ومنذ سنتين مثلاً تم الانتهاء من مشروع إنارة طريق خارجي بطول 90 كم, ثم جرى فوراً تقليص ساعات إنارته لعدم توفر المخصصات, ومع ذلك يجرى العمل على مشاريع مماثلة. ومرة أخرى هل تنسجم مثل هذه المشاريع مع الوضع المالي للدولة, وكيف تحسب أولويات الانفاق?
مع هذا, فهناك بعض الفكاهة يمكن ان تكون أكثر فائدة من أسئلتي التقليدية تلك عند الكلام عن مشروع الطريق "أبو أجرة". فالثقافة الشعبية في ميدان إدارة المال توفر التفسير المناسب للسلوك الحكومي:
هناك مثل شعبي سأحذف من كلمته الأولى حرفين معتمداً على معرفة القارئ بأمور السجع في اللغة. يقول هذا المثل: "عريان الطـ .. بِتْقمّز تَقْميز", وهناك مثل شعبي آخر سأغير كلمة كاملة منه ليصبح: "بجهنم وبتباوسوا", وعلى القارئ هنا أن يبدل الواو الثانية عيناً حتى يحصل على المثل بصيغته الأصلية تقريباً. هذا الارهاق للقارئ أضعه على سبيل التمرين الذهني, استعداداً لعملية مماثلة سيقوم بها عند ذهابه للمطار.
ولكن ما علينا... ماذا لو تحركت فاردة عرس على الطريق "أبو أجرة" هذا? هل سيعتبر ذلك من قبيل التوجيب الزائد للعروس وأهلها?... بالفعل: "مين قدها? مؤخرها عشرتالاف ومقدمها خمستالاف وفاردتها عالشارع أبو أجرة".
ahmadabukhalil@hotmail.com
(العرب اليوم)