الهتافات الساخنة الى اين تأخذنا?
نبيل غيشان
18-03-2012 12:51 PM
لا احد يعرف الى اين يريد ان يأخذنا "المتحمسون" في هتافاتهم وتصرفاتهم في الشوارع ايام الجمع? من هم هؤلاء "الهتيفة" ومن نَصّبهم علينا? ماذا يريدون وما هي اهدافهم? هل نحن مضطرون للانصياع الى"قربَهم المخزوقة"?
يوم الجمعة الماضي كان وسط عمان على موعد مع مسيرة احتجاجية للمطالبة بالاصلاح ومحاربة الفساد دعت اليها الجبهة الوطنية الاردنية المكونة من الاخوان المسلمين والاحزاب اليسارية والقومية والشخصيات الوطنية, بعد انطلاق الركب من ساحة المسجد الحسيني علت الرايات الحزبية فوقع الصدام بين شباب الحراك وبين حملة الرايات الى ان تم خفض رايات الاحزاب ورفع العلم الاردني وحده وهذا عمل مقبول.
لكن المشكلة وقعت عندما بدأ بعض الشباب يخرجون عن "الهتافات المركزية" التي تطلقها سماعات "البكب" واخذ بعض الشباب يطلقون هتافات اقل ما يقال في وصفها انها هتافات فوضوية وصبيانية تضر اكثر مما تفيد, شعارات بلا سقف ولا احترام,ولا يمكن ان يقبلها عاقل, لانها لا تهدف الا الى الفوضى وليس لها علاقة بالاصلاح بل بالهدم, وكان رد البعض ان رجموا المسيرة بالحجارة.
وهذا كان سبب الخلاف الثاني اثناء المسيرة, فقد اعترض قادة الاحزاب المشاركة على "حماسة" بعض الشباب في هتافاتهم وشعاراتهم التي لم يعتادوا عليها منذ اكثر من عام, وطلبوا بوقفها قبل ان يضطر بعضهم الى الانسحاب حتى لا تسجل عليهم مثل تلك "الخروقات".
خلال عام من عمر الحراك الشبابي والشعبي بقيت الفوضى تسيطر على الشوارع وبقيت "الحراكات الشبابية" من دون رأس بل تعتمد على العلاقات الفردية وعدم الانضباط في رفع الشعار, من دون الالتفات الى الاطار والانضباط العام والتي ترفع من مستوى الثقة لدى الجمهور وتؤثر فيه.
لا احد يريد ان نخرج بعد عام من الاحتجاجات الشعبية من دون اية نتيجة يشعر بها الاردنيون, بل نريد ان نبني نظاما ديمقراطيا حقيقيا يقوم على الشفافية والمساءلة والحداثة, نظام يحترم المواطن بعيدا عن عقلية "القطيع", نظام لا يوجد فيه مواطن فائض عن الحاجة, بل شريك في كل شيء.
لكن كل هذا لا يمكن ان يأتي من خلال "مراجل بنت لحظتها" وحماسة يقودها "طارئون" يوصلون الهتافات السياسية الى حد الشتائم والقذف والذم, من اعطاهم الحق في ذلك? هل نحتاج الى مثل تلك الشتائم?
طبعا لا, فنحن في هذه اللحظة التاريخية الخطرة التي يشتعل فيها الاقليم, نحتاج الى الهدوء والتصرف الحكيم للحفاظ على بلدنا ونظامنا السياسي, ضمن برنامج وطني حقيقي يوصلنا الى بر الامان ويقدم حلولا لكل المطالب المطروحة, لا ان يسعى الى التخريب والهدم, فالاصلاح ليس بالضرورة يقوم بعد الخراب.
عمون -