أمطار الخير .. بهجة بالنفوس وبقوام الإنسان ..
18-03-2012 02:15 AM
الحمد الله حمد الشاكرين المرتحمون بمنح عطاء رحمة بنا بواحدةً من نعّم خلقة بفضل أمره والتي لا تحصى ولما شاهدناه في الأيام الماضية بنعمة غزارة المطر . هذه الرحمة التي جاءت لعباده الممزوجة ببهجة النفوس وبأهمية ماسة بمسيرة الاستمرار لحياة الإنسان وحاجة جسم الإنسان لماء الشرب وبوظائف أهمها عملية تذوب الفيتامينات والأملاح والجلاكوز وفي عملية الهضم والامتصاص وكذلك تلعب نعمة الماء دور كبير في عملية الطهي وبعملية التطهر لقوله تعالى : ((وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ)) وقد ورد ذكر الماء بالقران الكريم (49) مرة منها (33) منكراً و(16) معرفاً .
ولأهمية عالية بوظائف عدة بالحياة بنعمة الماء وبإحياء قوام وجود الإنسان بثوابت في سبيل العيش بأهمية المياه في الزراعة والصناعة وتوريد القوى الكهربائية بطاقة المياه الساقطة من الشلالات والسدود .
ولنماء النبات والحيوان ولإحياء الأرض والتي سخرها عز وجل للإنسان لذلك جاء قوله تعالى: ((وجعلنا من الماء كل شيء حي)) صدق الله العظيم.
ولأننا نؤمن بتفسير الآية الكريمة ان سر استمرار حياة البشر ونماء الإحياء والنباتات مرتبطة ((بعنصر الماء)) لحين لبعض الجمادات جاءت بفضل الماء وان الماء يعمل في سطح الكرة دوراً كبيراً بتذويب القوام الصخري إلى القوام الترابي وان الماء هو الحياة ولا حياة لكائن حي بالاستغناء عن الماء .
لهذا فضلنا رب العزة وأنعمنا بقوام حياتنا ((بالماء)) والماء هو المركب الكيمائي الأكثر شيوعاً في الأرض إذ يشكل سبعين بالمئة (70%) من سطح الكرة الأرضية المغطاة بالبحار والمحيطات وإذ يشكل سبعون بالمئة (70%) من وزن الإنسان وبحالته السائلة والصلبة وبلون شفاف بلا لون وبلا طعم وبلا رائحة وهو بالطبع عنصر هام في الحياة على أي كوكب .
ومن عدالة فضل الله بنسب سقوط المطر وبنسب ثابتة تماماً الساقطة على سطح الأرض وبكميات هائلة بالثانية الواحدة وبقدر نسب الثواني السابقة واللاحقة وكباقي ثواني الأيام وكذلك نسبة سقوط الإمطار في كل سنه كاملة هي بنفس الرقم القياسي بالسنوات التي تليها ولكنها مختلفة ومتفاوتة تماماً ما بين قارة وقارة أخرى وما بين إقليم و إقليم أو ما بين منطقة و منطقة أخرى أن عملية الإعجاز العلمي على سطح المحيطات عندما يسلك الماء سلوكاً شاذاً تحت 4° درجات مئوية حيث انه هو العنصر الوحيد الذي عند هذه الدرجة يتمدد بدلا من أن ينكمش وبارتفاع الحرارة وتبخر الماء والانتقال إلى الغلاف الجوي وبجر السحاب وهبوب الريح وبدور الجاذبية الأرضية عندما ينزل ماء المطر كل هذا الإعجاز العلمي ((بيد من؟)) أنها واحدة من معجزات الله في خلقة وإنها لأية من آيات الله الكونية الدالة بعظم وجود ومقدرة الخالق ومنها وبحكمةً بالغة بالتفكر والإدراك بذلك الإعجاز وبموعظة للطريق إلى الله عز وجل للعبادة ولأجل سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة .فلولا هذه المعجزة الكونية المؤكدة بآيات الله القرآنية ومشاهدة الإعجاز العلمي من آيات الله الكونية لنزول المطر فلولا وجود هذه المعجزة لما كان هذا المقال ولما كان الإنسان ولما كان كائن من كان .
فبارك الله أحسن الخالقين فسبحان الله وبحمده بعدد ذرات غيثه ومن ما شاهدناه بفضل الله لهذا العام بكميات هائلة بما شاء الله والذي زاد منسوب المياه بالتدفق إلى قنوات مشاريع الحصاد المائي من ينابيع وأبار وسدود واستقرت بمخزون مائي جيد نسبة للسنوات الماضية ولأجل ترصيد هذه الخيرات للأيام القادمة الضمأ القادمة بجانب شح المياه في بلدنا والذي يعد رابع دوله في فقر المياه وبالنصيحة ليس إلا ...وجب علينا الاقتصاد في صرف المياه والتي أودعها الله لك ولغيرك اليوم ولغير ولك غداً بالاقتصاد المؤكد بالسنة النبوية لقول رسول البشرية الكريم: ((لا تصرف الماء ولو كنت على نهر جاري )) ولقد كان صلوات الله عليه حينما يريد ان يتوضأ يغرف بوعاء من النهر وبحالة زيادة فضلت فضلة من الماء وبيده الكريمة يرجع فضلة الماء من الوعاء الى النهر ولكي يستفيد منها الآخرين ونهى صلوات الله عليه عن تلوث الماء ونهى بالتبول في الماء الجاري والراكد وأكد صلوات الله عليه أن أفضل صدقه هي الصدقة بالماء .
داعياً من العلي القدير ان يمن علينا ببركات المطر بالمزيد في الأيام القادمة وان يسقنا الغيث ولا يجعلنا من القانطين وان يجعله سقيا رحمة لا سقيا عذاب فالحمد لله عدد ذرات غيثه على منح فضل عطاءه