ما دام الناس يدفعون مسقفاتهم وضرائب بيع وشراء الاراضي والعقارات تتبعها ضرائب للجامعات ورسوم للطوابع واخرى للواسطات بعيدا عن اعين المراقبين فمن حقهم ان يتمتعوا ولو لفترة قليلة بشوارع خالية من المطبات او الحفر او اقتلاع اغطية المناهل واخفاء عيوب المقاولين الذين اصبحت ارباحهم موزعة بين بيوتهم والمراقبين والمشرفين وصغار الموظفين وان لم يدفعوا فمعاملاتهم موقوفة الى حين او الى احايين كثيرة وقد يكتب في تشطيباتهم تقارير ليست من العيوب انما من الخطايا ولكن اذا سبق الدفع كل ذلك فهم مقاولون ملتزمون ويقدمون اعمالا غاية في الاتقان والعمل الرائع!!
امانة عمان قامت بعد الثلجة الاخيرة بتعبيد طرق داخلية واخرى بعضها خارجي حول العاصمة وبين البيوت الى ان جاءت «شتوة» امس لنرى العجب العجاب حيث وجدنا ان «ترقيعات» الامانة هوت مرة واحدة امام ضربات حبات المطر وكشفت انتفاء وجود الحد الادنى من اساسيات تعبيد الشوارع او ترقيعها حيث لم يجد المارة او السائقون او سكان بعض المناطق اي قشرة مرصوفة تحت «الزفتة» وان المصلين يوم الجمعة اضطروا ليضربوا مقدمات سياراتهم في حواجز من الحجر والطوب لتنبيههم فلم يجدوا بدا من مواصلة السير لأنهم لم يتوقعوا ان تكون وسط الطريق «مبقورة» دون حشوة من رمل او حصمة او تراب بل ان الطبقة العازلة بين الارض وسطحها قشرة رقيقة من الزفتة فلما جاءها المطر وقعت واصبحت هناك حفر في المكان.
وايام الامطار التي انعم الله بها علينا كانت هذا العام كثيرة الأمر الذي جعلنا نلاحظ الخدمات المتدنية من رصف للشوارع وتحديث لشبكات الصرف الصحي والمناهل فلم يصمد هذا كله الا قليلا لتنهار كل التحضيرات امام شتوة او ثلجة لم تدم طويلا.
المناهل معطلة والمياه العادمة تختلط بالماء الساقطة لتوها من السماء وكلها ستذهب معا الى مكان واحد لتعود الينا ماء جاهزا للشرب بعد التكرير والتطهير، واما المطبات التي توضع امام بيوت المتنفذين فحدث ولا حرج والشوارع التي تقود الى بيوتهم ثم تنتهي الشوارع هناك في محيط بيوتهم هي الاخرى قصة اخرى فأنت تسوق سيارتك لتجد مكانا خاليا من الزحام فتنطلق منه الى مأربك وفجاة انت وجها لوجه مع بيوت عامرة بالوجاهة وتريد ان تستمر في المسير على اعتبار انها شوارع عامة فيطلع عليك من لا قبل لك بهم من الانس والحيوان فتجبر ان تتجمل او ترسم ابتسامة غاية في الأسى والضياع والخوف والفجيعة واللوعة وتعتذر عما بدى منك من خطأ- بالطبع غير مقصود- ليكون الجواب «ما يهمك» ولسان حالهم يقول « لا تعيدها والا».
هناك اناس كسرت سياراتهم واخرون «بنشرت» بفعل حواجز طيارة وثابتة بفعل الشتاء فلما راجع بعضهم- لحب الاستطلاع ولمعرفة نهاية الأمور- امانة عمان قيل له نعم الحفرة نحن مسؤولون عنها ولكن سلطة المياه مسؤولة اكثر في هذه الحوادث بالذات واذا ذهبت الى سلطة المياه وجدتها تعيدك الى الامانة وفوق خسارتك في الحادث فإنك ستخسر مشاويرك التي لن تقودك الى شيء.
فهل يمكن ان تتكرم علينا امانة عمان بأن لا تستعجل بحشو الشوارع بالزفتة الفارغة فمن تعود على الحفر ليس بمقدوره ان ينظر الى غيرها فاتركونا وشأننا فنحن اقدر على تدبر امرنا دون ادعاء ان الأمور على ما يرام.
hamdan_alhaj@yahoo.com
الدستور