كما هو واضح تماما فان اسرائيل قد استمرأت الصمت العربي والاسلامي والدولي حيال ما تقارفه من جرائم بشعة ضد الشعب الفلسطيني الاعزل والذي لا يملك سوى ايمانه بقضيته العادلة.. فها هو قطاع غزة يتعرض لابشع الغارات الجوية الهمجية التي تحصد ارواح المواطنين الفلسطينيين بدون تمييز بين الكبار والاطفال والشيوخ والحرائر.. وقد قالت صحيفة ( يديعوت احرانوت ) الاسرائيلية: ان هذا التصعيد في الغارات مدبر وليس صدفة.. فالغارات الجوية شبه يومية غلى القطاع.. وحملات الاعتقال في الضفة الغربية وفي مختلف المدن والقرى بدون انقطاع.. وعمليات مصادرة الاراضي في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية واقامة المزيد من المستوطنات عليها لا تتوقف ايضا.. ورغم هذه السياسة العنصرية الفاشية لا تتوقف اسرائيل عن المطالبة باستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني مظهرة حرصا كاذبا على عملية السلام.. وذلك لخداع الراي العام الغربي الذي اكتشف هذه اللعبة الاسرائيلية الكريهة ولكنه تعامى عنها وعن حقائق ما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة من اعمال عنف عنصرية يمارسها الجيش الاسرائيلي الجبان.. فلاسرائيل خيار واحد هو خيار الحرب وليس خيار السلام..

والصمت العربي ظل طاغيا في المنطقة بسبب نهج الرئيس مبارك الذي كان متحالفا مع اسرائيل وبعض اوساط عربية رسمية كانت تختبىء وراء مواقف مبارك المتواطئة مع اسرائيل.. لقد شنت اسرائيل في العام ( 2008 ) عدوانا وحشيا على قطاع غزة.. فدمرت البنى التحتية والمنشآت المدنية والتعليمية والصحية وغيرها وابادت الآلاف من ابناء القطاع وحرائره واطفاله.. ومع ذلك بقيت الدول العربية قابعة في صمت القبور.. اما واشنطن والعواصم الاوروبية فقد ايدت ذلك العدوان ودعمت اسرائيل سياسيا وماليا وعسكريا..

لقد استفادت اسرائيل كثيرا من الانقسام الفلسطيني ومن النزاع اللا موضوعي او فلنقل من الخلاف غير المبرر بين حركتي حماس وفتح.. اما اليوم ونحن نسمع ونقرأ الكثير عن تفاهمات واتفاقات مهمة بين حركتي فتح وحماس فاننا لا نلاحظ شيئا عمليا على هذا الصعيد.. اسرائيل تدعي ان جرائمها ضد ابناء القطاع تاتي كرد على صواريخهم التي يطلقونها على جنوب اسرائيل.. وهو نهج ثبت فشله وليس له نتائج ذات جدوى حقيقية.. فالبرنامج النضالي الوطني الذي على فصائل المقاومة الموحدة ان تمارس الكفاح والنضال او الجهاد على اساسه هو المطلوب كضرورة وطنية حتمية لمواجهة جرائم اسرائيل ولاجبارها على الاذعان لاستحقاقات السلام الذي يعيد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني كاملة وغير منقوصة.. اما استمرار الانقسام الفلسطيني واستمرار الصمت العربي فسيشجعان اسرائيل على مقارفة المزيد من الجرائم..
الراي.