facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




العنف الجامعي إلى أين؟؟ .. هل تساوى المتعلمون بغير المتعلمين!!


د. محمد الخصاونه
14-03-2012 04:11 PM

انتشر الفساد في الأرض فما أن تلتقي موجتان مليئتان بالكراهيه في مجتمع تملؤه الكراهيه حتى يزول البرزخ الذي بينهما فهما تبغيان... فاختلط ذلك بمفهوم المجتمع الذي أصبح معاصراً "ما حدا أحسن من حدا!!" فما يلبث أن يشهر السلاح الأبيض والناري وما بينهما فتعج الأرض بالهرج والمرج حتى يفيئوا إلى أمر الله أو يجعل الله بينهم موئلا... فيبدأ خلاف في يوم حتى ما يلبث أن يتمم فصوله في الأيام التي تليه إلى أن تشهر الجامعه المصابه بالوهن القصاص بحق من كان سبباً في الخلاف... إلى أن تضمر الجراح وتنحسر الأنفس الشح وينتشروا في الأرض تائهين بما اقترفت أيديهم وأيدي المؤمنين!!

إن العنف المجتمعي الذي يتقمص أبشع فصوله على بوابات الجامعات أو في قلب الحرم الجامعي لهو من أبشع ما يمكن الحديث عنه ونحن ندعي من أنفسنا كثرة ما نحمله من شهادات إلاً أن هذه الشهادات لم تكن لتقف حائلاً بيننا وبين ما جنته أيدينا من سوء ما دللنا به أبناءنا فحمسناهم وشجعناهم على عدم وضع واطي (التنازل السمح) لأحد فلا أحد أحسن من أحد!!! فسرعان ما تتحول ساحات الجامعات إلى ساحات للوغى التي بها تسجل الإنتصارات لفريق من الناس والهزائم لفريق آخر... وينسى أو يتناسى الجميع حقيقة أن دور العلم وجدت لتصقل سلوكياتنا التي يسلكها الواحد فينا نحو أخيه من بني قومه وأمته ليحل التسامح محل الكراهيه والمحبه بدل الحقد...

إن ما يحصل في مجتمعنا لهو أكبر مؤشر على المخاطر التي تحدق بنا أن لم نتدارك الأمر ونتعاون على البر والتقوى حفاظاً على كياننا وترابنا الوطني الذي صحونا فوجدنا أنفسنا وقد حيينا عليه... إن ما نراه من حولنا لهو أكبر دليل على عدم قدرة نظامنا التعليمي (التعليم المدرسي والتعليم العالي على حد سواء) على صقل الأجيال بما ينفعها ويمكث في الأرض، وهو دليل أيضاً على عدم قدرة أسرنا على النهوض بالأجيال التي أتت بها معها إلى هذه البسيطه... فأصبحنا كأسر نغرس في أبنائنا بأن كل ما يمكن حله بالمال فهو ممكن وأن المال يحل أكبر المشاكل... إلا أن الحقيقه هي غير ذلك تماماً!!! فبعد أن نسيء لشخص أو لجهه معينه فإننا نتوخى من الجهه المتضرره بعد كل ما حصل أن تتسامح والإضرار الذي أوقعناه بها وندرك بأن كل ما نملكه من مال بات ليس كافياً للدفع مقابل الضرر الذي أحدثناه، بل نتوقع من غيرنا تحمل ما جنيناه تجاههم دون تحمل أي شيء من طرفنا!!

وفوق كل ذلك فإن نظام التسامح الحكومي ومثيله الذي يأتي على شكل مكارم كريمه من القياده عل الناس يقدرون ما قدم لهم أصبح يشكل ثغرة بحد ذاته فقد أصبح طمع الطامعين وحقد الحاقدين يستغله طالما عرف بأن أكثر ما تم اقترافه من إساءآت سيتم الصفح عنه دون الإصرار على العقاب نصرة للحق العام إن لم يكن الحق الشخصي مأخوذاً في الحسبان! إن مثل هذا التسامح يتطلب أن يقابل بنوع من تحمل المسؤوليه من عناصر المجتمع.. فإن لم تكن المسؤوليه تجاه الوطن فلتكن هي تجاه الأهل والولد... إن الحكومه مطالبه بأن تطور منظومه محاسبه تردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن الآخرين وأمانهم بلا تراجع ولا تسامح إن خرجت الأمور عن نصابها... وهنا فإنه لا ضرر ولا ضرار!!
إن الجميع مطالب لوقف حمام الدم هذا الذي لم يكن يوماً جزء من ثقافتنا العريقه التي سمحنا لأنفسنا بانتهاك حرمتها، بل لم يكن جزءاً من ثقافة جامعاتنا ودور علمنا إلى أن سمحنا لأبنائنا بالإساءه فما قومناهم وأسأنا للآخرين فما استسمحناهم وأصبحنا نرضى على استحياء بأن يسيء الواحد فينا ولا يفكر إن كان هو مخطئاً فيتراجع أو مصيباً فيقدم النصح والإرشاد لمن يحتاجونه.
إلا أننا نعود ونقول أنه على الرغم من كل هذا الإنتشار لظاهرة العنف المجتمعي التي تتخد من دور علمنا ومعاهدنا مقرات لها فإن بعضاً من جامعاتنا باتت محافظة على هدوء من نوع ما في هذا المضمار فلا تلاحظ وجود وجه للشبه مما انتشر في أرجاء جامعات ومجتمعات محليه أخرى وهذا يستحق منا التقدير والإحترام... إلا أن المرء ربما لا يستطيع تحديد أسباب مثل هذه الهدوءآت فلربما استطاع أحدهم أن يعزيه لحسن إدارة لجامعة معينه أو لحسن تربيه المجتمع المحلي المحيط بتلك الجامعه.. إلا أننا وفي نهاية المطاف فإن الهدف المشترك هو آيجاد أرضيه موحده في كل الجامعات وبين كل المجتمعات المحليه المختلفه فنحن مجتمع واحد يفترض أن ننتمي لنفس النسيج الإجتماعي وكلنا نريد العداله والمساواه والحياه الكريمه إلا أن السؤال الباقي هو كيف نحقق كل تلك الأهداف إن لم يكن بمقدورنا الإتفاق بالإجماع بين كل فئات المجتمع بأن المسيء يقع عليه العقاب كائن من كان ومهما كان الموج الذي أتى به ليكون ضلعاً في مشكله أو طرفاً في إساءة ليحل الوئام بدل الخصام والمحبه بدل الكراهيه المقيته التي باتت تسود مجتمعنا برمته...





  • 1 اكاديمي في جامعة رسمية 14-03-2012 | 06:45 PM

    هذا الكلام يا دكتور محمدالخصاونة جميل جداّ, لكن الحل الجذري هو اعادة الخدمة الاجبارية في القوات المسلحة لمن لم يفلح في التوجيهي اولاُ, وايضاً الطلبة على مقاعد الدراسة لمن يقل معدله التراكمي مثلاً عن جيد, ومن ثم يعود الى الجامعة لإستكمال دراسته بعد قضاء الفترة, لأن الجيش هو الذي يصقل الرجال, ويا جماعة المجتهد له بدراسته ولا يحدث المشاكل وأصلاً الوقت لا يكفيه لعمل المشاكل.

  • 2 أحمد الشرع 16-03-2012 | 02:15 AM

    نعم فإن موضوع العنف في الجامعات الأردنية يشهد اهتماما كبيرا من شرائح المجتمع المختلفة على خلفية المشاجرات التي تحصل في الجامعات الأردنية من فترة لأخرى ، فالانتماءات السياسية والتعصب لها هي الرديف للتعصب القبلي والفئوي، فمثلا من الأمور التي تستفز الطلبة سياسيا الصراعات على انتخابات مجالس الطلبة والأندية الطلابية، وما يزيد الأمور تعقيد تدخل تيارات فكرية وسياسية من خارج الجامعة وأيضا يعتبر ضعف التحصيل الأكاديمي من أهم عوامل الإحباط لدى الطلبة مما يجعلهم أكثر عرضة للانسياق وراء التصرفات السلبية، وهذا ليس من عندي فقد دلت دراسات حديثة أن نسبة كبيرة من الطلبة المشاركين في المشاجرات هم من ذوي المعدلات المتدنية ، لذلك يجب أن عمل دراسات حديثة تتضمن حلولا مقترحة عملية وليس قولية فقط لمعالجة هذه السلوكيات الخاطئة كما أشار إليه د.محمد ...
    شكرا د. محمد على هذا الطرح المفيد لهذا الموضوع الواقعي الذي نعانيه منذ زمن ، وننتظر منك المزيد.

  • 3 غريب 16-03-2012 | 10:50 AM

    (ثقافتنا العريقه) و نحن (أمه ضاله) تناقض غريب


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :