الفوسفات تراب الوطن وتراثه وتاريخه وثروته, ولذلك أصبحت قضية الفوسفات قضية وطنية كبرى تحظى بأولوية متقدمة على صعيد اهتمامات الشعب الأردني كله, وما تم حتى الآن من إجراءات, ومداولات وتحقيقات في مجلس النواب أدى الى زيادة وعي الأردنيين بما لحق بهم وبوطنهم ومقدراتهم, وفتح عيونهم على سيل من الحقائق المروّعة.
إن الدارس لملف قضية الفوسفات بهدوء وروية وعمق, يصل الى درجة اليقين بعمق الجرح وفداحة الخسارة, وعظم المصيبة التي لحقت بالأردنيين, وأشعرتهم بالخوف والرعب على مستقبل الأجيال القادمة...
إن فتح ملف الفوسفات فتح الجرح الأردني ولذلك فان حجم الألم الذي يلحق بعامة الناس كبير وكبير جداً, واكبر مما يستطيع ضمير القلة الفاسدة التي استأثرت بهذا المورد الوطني العظيم, من استيعابه, أو القدرة على الإحساس به, لأنهم فئة متبلدة الإحساس.
إن فتح ملف الفوسفات أدى الى فتح بوابة الوعي العميق والإدراك الشامل للشعب الأردني ولجموع الشباب على المشهد الوطني تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً, وسوف ينتشر الوعي كما تنتشر النار بالهشيم في صفوف عامة المواطنين الذين ناموا طويلاً على حسن الظن, والشعور بالأمن الموهوم, ديون متراكمة, وعجز كبير في الموازنة العامة, وفقر متنام, وبطالة متزايدة, وضعف في الإنتاج وتردّ في التعليم والبحث العلمي, وعبث في النسيج الاجتماعي وبث لروح الفرقة وإثارة للنزاع الجهوي, من اجل التغطية على الحقيقة المرة والفاجعة.
يجب إعادة ملكية الدولة لشركة الفوسفات فوراً ومن دون إبطاء وإحالة المتورطين الى القضاء, قبل السير في عملية الإصلاح وإقرار التشريعات والتحضير للانتخابات, كما يجب فتح ملف البوتاس والبرومين وما يتعلق بذلك من قضايا كبيرة, ألحقت أكبر الأذى بمقدرات الوطن وأموال الشعب وحقوق الأجيال القادمة.
ملف الفوسفات, سوف يكون عنوان المرحلة, وعنوان الإصلاح وعنوان المستقبل, ولن يتهاون الأردنيون بكل المحاولات التي تهدف الى طي هذا الملف, وسوف يقفون بالمرصاد ضد كل الجهود التي تحاول "اللفلفة"و"الطبطبة".
rohileghrb@yahoo.com
العرب اليوم