بداية الإصلاح .. غربلة الإعلام الرسمي
معتز القاضي
13-03-2012 01:28 AM
إن الحق وليس غيره يكمن في ر سم رسالة الإعلام الرسمي، لا سيما وقتما تسمو معاني الإصلاح عند أصحاب القرار الذين يهمهم الإنجاز والسير به قبل النقد أحيانا وذلك تحقيقا له بشكل يفرض علينا السعي إلى التنفيذ السريع للإصلاح الإعلامي وليس الاكتفاء ب الأقاويل و ألتمنِّ للسير على طريق الإصلاح فقط ، أيُّ إصلاح إعلامي هذا !!!، فقد ملت القلوب وبدأت النفوس تزداد مللاً رغم بساطة الدرس، إذ إن بعضاً لايُريد الفهم أو التفهم بشكل جاد لضرورة هذا الإصلاح.
الإعلام الرسمي وغيره ليس هنا على وجه الخصوص، بل في جميع أرجاء المعمورة بشكل عام، يعتبر مهد الإصلاح وأساس البنيان الحقيقي لهذه الرسائل، ففي دول مثل الدول الغربية والمجتمعات الحديثة لما يسمى ب العالم الأول قياسا، تبدأ عملية الإصلاح أولاً من تلك المنابر الإعلامية التي تتناول خطوات الإصلاح مرة تلو مرة، ومثال ذلك يعني وسائل الإعلام قبل كل شيء ، ومن ثم طريقة الإعلام وسياسته، ومن ثم قادة الرأي الذين ينادون بالإصلاح، الأمر الذي يعطينا نتيجة من دون الحاجة إلى أي استقراء أو طرحٍّ لأي استبانه لحديثنا لتقول : أصلحوا إعلامنا الرسمي ومن ثم اعرضوا عليه رسائل وخطوات ما تم إصلاحه.
أتحدث عن ذلك لعدة أسباب أهمها، بناء جسور الثقة بين الموطن وشاشة أخباره مثلاً ، أو بين ما تبقى من مشاهدين يسعون إلى ترك شعرة معاوية بينهم وبين وطنيتهم لهذا الصرح، أو تلك الصحيفة، في سبيل يهدف إلى تلقي هذا الأخير جدية الإصلاح في الوطن أو غيره، إذ كيف مثالا أقول: نتلقى رسائل من منبر يتحدث عن الإصلاح وهو حتى هذه اللحظة تحوم في بعض أطيافه وأركانه الأساسية جملٌ من التخبط وإلاقصاء للكفاءات وفتح السبيل لاستمرار الدعم والشللية و نشر التغطية العامة للمحسوبية حتى في طرح العلاوات أو المسميات الوظيفية التي تكفر بالواقع يوماً بعد يوم، وكأننا في زمن وصف بأنه زمن انقلاب المفاهيم، فليس الراع هو الراع، إذ كيف يرعى من جازت الرعاية عليه أصلاً . ومع هذا لا حياة لمن تنادي!!!
في الماضي القريب شهدتُ بعض الحِراكات السياسية التي تطالب بالحرية الإعلامية والصحافية، وبما أن موضوعنا لم يبتعد كثيرا عن هذه الحرية، أناشد تقريب الصورة إلى المشهد من خلال إيجاد لجان تكشف الكفاءات وليس موضوع الأقدميات في العمل فرضا، أو التنوع في أساليب انتقاء الكفاءات، أو الأدوار القيادية في المجال الإعلامي كالمزاجية احتساباً، أو مسألة من المستفيد؟. فإذا كنت مستفيداً أُلزمتُ الصمت، وإذا كنت ممن ارتُضيَّ عنهم فعليك بالصبر، لأن الكعكة على الطريق. وكل ما يُسرد مثال تقريبي لحقيقة الإصلاح أين يجب أن يكون؟ حتى نقتنع بما يُعرض مثلاً : أقول مثلاً لأن بعضاً يُريد منا الزلل حتى يستغله كنقطة ضدنا، لذا نفترض أننا نريد إصلاحاً كالقياس فيه ضرب الأمثلة وليس في الإعلام الرسمي الحقيقي الذي نعيش فيه، والله وحده أعلم بما نريد .
وها بنا نود أن نركز أمام المسئولين بأن إعلامنا بمثابة تُعبر عن هويتنا التي تفرضُ علينا أن نحافظ عليه، ولنرمي وراءنا معانِّ بيت الشعر القائل "
إنَّ الطبيب بطبِّه ودوائه لا يستطيع دفاع مقدورٍ أتى - ما للطبيب يموتُ بالداءِ الذي قد كان يُبري مثله فيما مضى
إلاَّ لأنَّ الخلق يحكمُ فيهم - من لا يردُّ - ولا يجاوَزُ ما قضى.
بشار بن برد