جبهة العمل الاسلامي والحكومة عنوان لمكان واحد
08-10-2007 03:00 AM
هل تعرفون كيف يدخل الفرح قلوب الفقراء الدافئة؟ وهل تعرفون كيف يستحيل نبضها الى اهازيج نزق وفرح في الوقت الذي يتربص به الجلادون الذين لا يرحمون ولا يريدون لرحمة الله من سبيل؟
يدخل الفرح القلوب الدافئة رغا عن الحكومة وانف الرفاه المبرمج والمؤدلج الذي يصب في قناة من لا يستحقونه في بعض الاحيان.
في ليل السواد الحكومي والمعارضة يبزع اهل خير في رمضان هم وحدهم من يعرف عنوان وشكل الفقراء والميسورين والمحتاجين ويدفعون ما تجود به انفسهم وسط حكومة مشغولة بالتعيينات والترفيعات والترقيات ومعارضة ممثلة بالحركة الاسلامية اتخذت لنفسها من التكتيك السياسي والمناورات وسيلة للعيش والتمدد والا فماذا؟ قدمت هذه الحركة للفقراء والمساكين من الاردنيين فلم نسمع بان جبهة العمل الاسلامي مثلاً قد افتتحت موائد للرحمن في البوادي والحواري والمخيمات، فكل ما اشيع ان زكي بني ارشيد قد غاب عن افطار «الاخوان» الذي اقيم في افخم فنادق عمان، فهل دعت الحركة الاسلامية فقراء الاردن والبسطاء «وهم اكثر الداعمين لها» الى افطارها الجماعي او حاولت الوصول الى منازل اولئك الفقراء، فلم يكن هم تلك الحركة وطول ايام رمضان الماضية الا التكتيك للانتخابات والاعداد للندوات والمحاضرات لجمع اكبر عدد ممكن من الاصوات متناسية ان شهر رمضان اوسع واشمل من الارض.. فلو حسبنا ماذا فعلت هذه الحركة من نشاط للانتخابات البرلمانية ونشاط موازي لاعمال الخير في هذا الشهر الفضيل لرجحت الاولى بكل تأكيد.
اقول هذا وانا منحاز «سابق» للحركة الاسلامية الا ان ما ينبثق عنها من سلوكيات في ساعات «الزنقة» لا يسر صديقا او حبيبا بعدما حاولت وضع الحركة بصورة اكثر من قضية وطنية وتحديدا دينية وحثها على اتخاذ اجراء ولو على شكل بيان الى ان المسؤولين تغاضوا عنها وان كانوا تاركين آذانهم لسماع اخبار طيبة بشأن الانتخابات ومواقعهم القادمة..
جبهة العمل الاسلامي شغلت الشارع الاردني من شماله الى جنوبه في قضايا اتضح بانها لا تسمن ولا تغني من جوع مع علمنا بانه ما بين الجوع والطفر والقهر والبطالة ثمة شبح حكومي يقف ايضا بالمرصاد لاي بارقة امل لم تأت بها الحكومة او اهل الجبهة.. فهم لا يعرفون «علياء» التي تسكن منطقة تل الاربعين ومنذ عشر سنوات وهي تناشد اهل الخير والحكوميين ومعهم الاسلاميين لمعالجة قلبها العليل دونما سماع صوت من قبل المسؤولين ومشاريع البرلمانيين فكيف لكم وباي وجه حق مطالبتها بوضع صوتها في صندوق انتخابات طالما انه غير مسموع.
مئات الالاف من الدنانير انفقت وستنفق باشراف حكومي وجبهوي وشعبي على الانتخابات واعراسها وطقوسها المخملية وعشرات الاطفال الاردنيين على ابواب مركز الحسين للسرطان طالبين النجدة والعون وبابسط الاثمان.
الحكومة والمعارضة الاسلامية وعلى اختلاف التحليلات والعديد من النظريات تربطهم العديد من المصالح على رأسها حب الكراسي وعقد المؤتمرات والندوات في افخم الفنادق واتخاذ المواطنين الكادحين مجرد ارقام تمشي على الارض.
رئيس هيئة التحرير/ صحيفة المواجهة