يتحدثون هذه الايام عن ظاهرة طبيعية لما يسمى بالشفق القطبي Aurora لتصادم جسيمات كهربائية مع القوى المغناطيسية – واكاد اشبه ذلك بما هو حالنا اليوم لاعطي ذات التسمية وفي بُعدٍ اقليمي الا وهو الشفق الاردني، فالشعب والقائد مشحونان بالتغيير والقوى المغناطيسية الرافضة لذلك .
· يُغنـَّي الكثيرون منا خارج السرب ، يتحدثون في مجالسهم الخاصة ومنهم من يجاهرون، واخرون يكتبون عن وحدة اجتماعية تصدّعت رواسيها ، وعن فساد استشرى في كل مناحي الحياة خلال السنوات العشرة الماضية ، وفقر اشتدت حدَّته ، وغلاء لا يحتمل ، وبطالة باتت مكشوفة وغير مقنّعة ، وانحلال في العقد الاجتماعي للمكنون الاسري ، وكسوف في الطموحات القومية، وازدراء بالوحدة الوطنية .
- واذا ما تحدث البعض من داخل السرب ، فلا اظن ان احداً يسمعهم او يهتم لما يقولون او يكتبون رغم ما يسود الاجواء من تورية واضحة في القول والعمل .
· اذا كان هناك قرار سياسي واضح وصريح بنقلة نوعية ما بين ظاهرة "الفزعة " التي تفشـَّت واصبحت من خصائص مجتمعنا ، " والنفاق السياسي " الذي اخذه البعض غطاءً وحماية لهم ليسرقوا ما يشاؤون ، والشدّ العكسي من القوى المتنفذة والبرامكة الذين يريدون ابقاء الحال على حاله حفاظا على امتيازاتهم وجهويتهم ومراكزهم .
· فلا لزوم للقرار ان يمر في لجان وحوارات ومنتديات ، ليعود ثانية الى مراكز القوى التي تقتطع الكثير من محتوياته وتـُغـِّير مساره ومضمونه .
- ان من يتحدث عن مستقبل الاحزاب الفاعله في مرحلة النهج الجديد كمن يتقاذف بيديه رغيفا ساخنا دون الامساك به .
· لصاحب الامر ان يلقي بافكاره كحجر النرد لـَعلـَّه يحصل على ارقام متساوية وان يشـُدَّ سراج حصانه لا للرحيل ولكنْ من اجل خوض معركة بناء الاردن الحديث .
· سمعنا الكثير وقرأنا الكثير وتابعنا المؤتمؤات الصحفية و التصريحات في الداخل والخارج ولم تظهر لنا ولو قصاصات ورق عن قانون الاحزاب الجديد وقانون الانتخاب القادم . كل ما طالعتنا به الصحف تفاصيل تتبع جوهر القانون ونظامه ، واما الاصل فلا يزال مخفيا حيث لم يُقـدَّر له بعد ان يظهر للملأ ومن ثم العمل به.
- ان العصف الفكري لِـوحدِه لا يمكنه ان يجد شرحا وافيا لما نحن فيه من فساد ما كنا قد سمعنا عنه من قبل – واذا ما حدث في الماضي كان في محدودية ضيقة لا تخدش كرامة المجتمع ولا تؤذي الدولة .
· يمر كل مسؤول وفي ظروف صعبة ولربما مصيرية في ساعات تـَرَدُّدْ في إعطاء القرار الحاسم ، فيدرس كافة جوانبه وتداعياته ومن ثم يُطلقه بكل ايضاح ٍ وقوة من اجل التنفيذ ، واذا ما تأخر ذلك القرار لشهور وسنوات ، فالخوف ان ينقلب القرار على صاحبه – وهنا ندخل جميعا في حالة من الفوضى وفقدان الاتجاه ، ويكون الخاسر الاكبر الارض والشعب.
· ان الشفق الاردني المرتقب والذي ننتظره منذ فترة طويلة لا يتعدى سطورا قليلة:-
1. قانون انتخاب تكون فيه الاحزاب القوى الرئيسة ، وتتنافس حسب اجندتها الوطنية وبرامجها ومدى قناعة القطاعات الشعبية بها – دون كوتات لهذا او لذاك – فالوطن للجميع – ودون الانتقاص من استقلالية الترشيح ، والاتيان بحكومة برلمانية تبقى في السلطة ما دامت تحظى بثقة البرلمان .
2. وضع آلية للأنتخابات بحيث تـُطرح اسماء الاحزاب المرخصة على ان يكون تسميات مرشحيها ضمن جدول لكل حزب ، مع حفظ نسخة منه في وزارة العدل .
3. يكون الترشيح على مستوى المحافظة دون تقسيمات ادارية .
4. العمل بالدستور الاردني لعام 1952 نصا وروحا .
5. الملك فوق كل السلطات وهو الحـَكـَمُ والحاكم .
6. الحكومة المنتخبة هي صاحبة الولاية .
7. البرلمان المنتخب هو مصدر السلطة وصاحب التشريع والمراقبة .
· فاما ان يؤخذ الرغيف بكامله ، فلا جدوى من تقسيمه الى اجزاء تـُشـَّوه الصورة الديمقراطية وتـُعطل النقلة النوعية نحو واحة من الديمقراطية والعمل والبناء والانجاز والابداع في ظل نظام مستقر آمن .