التطاول على رمزية الدولة المقدسة
د. هايل ودعان الدعجة
07-03-2012 11:36 AM
د . هايل ودعان الدعجة
لا احد ينكر على الآخرين حقهم في التعبير السلمي عن مطالبهم ومصالحهم في ظل ما ينعم به بلدنا من أجواء ديمقراطية تم تكريسها في المشهد الوطني كخيار استراتيجي لا رجعة عنه ، اتساقا مع المشروع الإصلاحي الأردني الذي يأتي ترجمة للإرادة السياسية العليا بضرورة مشاركة المواطن في عملية صنع القرار . وما هذه المسيرات الشعبية التي يشهدها بلدنا من وقت لأخر على وقع الربيع العربي والمطالبة بتفعيل الإصلاح ومحاربة الفساد ، إلا التجسيد العملي والواقعي لصحة هذا التوجه الذي يكفل للمواطن توفير ضمانات ومساحات تعبيرية واسعة يمكن أن يعبر من خلالها عن رأيه في القضايا الوطنية المطروحة بكل حرية وصراحة . إلا أن ما يلفت النظر وسط هذه الأجواء الديمقراطية تعمد البعض استغلال الموقف في غير معانيه ومضامينه السياسية التعبيرية ، متجاوزا حدود اللباقة السياسية والأخلاقية والأدبية وهو ينفث ما يعتمل صدره وقلبه وعقله من أفكار سوداوية وأجندات مشبوهة وأحقاد على كل ما هو أردني إلى أن بلغت به الأمور السماح لنفسه المريضة التطاول على رمزية الدولة المقدسة مجسدة بمؤسسة العرش وشخص جلالة الملك في عملية بحث عن بطولات وأمجاد زائفة ، لا أظن أحدا من الأردنيين يمكن ان يغفر له هذه الخطيئة وهذه الجريمة ، وهو يستغل ما تتحلى به قياداتنا الهاشمية من رحمة ورأفة وتسامح مع هذا البعض المكبل بسلاسل أفكاره السوداوية التي لا تريد الخير لبلدنا ، الذي ينعم بالأمن والاستقرار والحضور الأسطوري على المسرح العالمي بفضل هذه القيادة الهاشمية الملهمة .
لا ندري ما الذي يريده هذا البعض المتمرد على تعاليمنا الوطنية وأبجدياتنا السياسية التي لا ترضى ولا تقبل بغير النظام الهاشمي نظاما سياسيا لبلدنا . ترى .. الى أين يريد هذا البعض المتهور الذهاب ببلدنا ، وهو يعلم علم اليقين ان مصير الأردن كله معلق بالهاشميين ، الذين لولاهم فربما لا نبالغ اذا ما قلنا الله وحده اعلم .. أين نحن الآن ؟ وما هو مصيرنا ومصير بلدنا .. ؟ ولو قدر لهذا البعض المتفلسف الخارج عن النص الوطني أن يكون من مكونات نظامنا السياسي الأردني لا سمح الله ، بحيث يستطيع ان يتحكم بمصير الأردن وقراراته وسياساته ومستقبله .. لكان على الأردن السلام .
وإذا كان العالم كله يغبطنا على نعمة القيادة الهاشمية التي وضعتنا على سكة الحضارة والتقدم والعلم ، وأضاءت أركان الوطن.. كل الوطن بالانجازات والنجاحات الوطنية العظيمة ، حتى غدا الأردن أنشودة انجاز وعطاء تردد صداها في أرجاء الدنيا بأسرها، ورقما صعبا في المعادلة الإقليمية والدولية ، لتحكي قصة وطن بهر العالم بقيادته الفذة الملهمة .. فأي عاقل يمكن ان يتقبل او يحترم هذه الفئة الضالة المسكونة بالأجندة المشبوهة ، وهو يراها تعيث في بلدنا الفوضى والخراب .. فمتى كانت الوقاحة .. جرأة ؟ ومتى كان الجنون .. بطولة ؟ .
كنا نتمنى على هذه الفئة التي تغرد خارج السرب الوطني ، ان تقف لحظة عند المساحات الشاسعة التي تحتلها الأسرة الهاشمية في قلوب الأردنيين وعقولهم ووجدانهم والتي تصل حد القدسية ، لتعرف هذه الفئة حجم الإساءة والغضب والجرح الذي سببته لهم بفعلتها الدنيئة وعدم مراعاتها لمشاعرهم وعواطفهم المتيمة بحب الهاشميين .