لا فرق بين العرض والوطن ولا فرق بين الخيانة والسرقة فكيف اذا خان من كانوا في مواقع المسؤولية العرض فوطننا هو عرضنا وهؤلاء مطلوب منا ان نقاصصهم.
نقول لهم اذا كنت تسكن منزلا مليئا بالقمامة والاوساخ ايهما افضل لك ان تنظفه او تسعى لتنظيفه ام تبقيه قذرا ووسخا وتزيد من القاذورات فيه هل سيزورك احد ومنزلك قذر او ماذا يقول ان زارك وهو كذلك هل سيستأجر بيتك من يجد فيه القذارة ومطلوب منك وليس هو ان تقدم له بيتا نظيفا او مكانا يشجعه على السكن به.
من خلال هذه المعادلة بالامكان ان نرد على من يقول ان الحديث عن الفساد يشوه صورة الوطن عن اي وطن تتحدثون بعد ان استبحتموه فهذا الوطن لن يكون بامكانكم ان تنظفوه لانكم ايها السارقون الناهبون لن تكونوا بعد اليوم نظيفين بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فالانسان النظيف لا يقبل ان يستبيح وطنه فمن يستبيح وطنه هو كمن يستبيح عرضه.
من يعتدي على الاعراض هو زان ومطلوب جلده هكذا علمنا ديننا الحنيف ومن سرق فكما قال رسولنا العظيم عليه الصلاة والسلام «لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» لا ادري كيف يذهب هؤلاء السارقين الى المساجد ولا ادري كيف يتقبلون القبلة وبأي وجه وكيف يحملون القرآن بايديهم هل تابوا عندما نجدهم يصلون او يقرأون القرآن هل ارجعوا ما نهبوه ليعلنوا التوبة ويحق لهم التعبد بعدها؟
من مطلوب قصاصه لن يسامحه ربه اولا ولن يسامحه الدين الذي انتسب اليه فهو و»العلم عند الله» عقابه اكثر من الكافر فالسارق قصاصه في الاسلام قطع اليد واعتقد ان هؤلاء مفترض ان يكون قصاصهم اكبر من ذلك بكثير لان هؤلاء وجدوا ليقاصصوا الايدي التي تمتد على الوطن فكيف اذا كانوا هم من يمدوا ايديهم ويسرقوا او ينهبوا.
قلنا ان افضل طريقة هي ان تعودوا الى ربكم وتتذكروا وانتم تتوجهون له انكم تتوجهون بنية صادقة والنية الصادقة تستدعي منكم اعادة ما نهبتم من وطنكم وان تنالوا العقاب والقصاص وعندما تفعلون ذلك فان رب العباد قد يخفف عنكم هذه المصائب التي ابتليتم بها وستعرفون ذلك ان لم يقاصصكم ربكم في دنياكم ستنالون القصاص في اخرتكم فانتم كنتم مصائب على انفسكم ومصائب على الوطن.
الدستور