عباس يعانق أولمرت ويرفض حماس
07-10-2007 03:00 AM
مع كل ظهور لمحمود عباس يؤكد فيه حربه على حركة حماس وحركتها الإصلاحية في غزة ، وبعد كل هذا ظهر لنا معانقا لأولمرت في بيت الأخير ، ليقنع العالم الربي أن حماس أشد عداء له من إسرائيل التي تهون أعمالها على أفعال حماس . علامة واضحة تلاحق السلطة الفلسطينية ، وهي أنهم باحثون عن السلطة وليس عن حرية الشعب الفلسطيني ،الذي يقتل ويشرد ، ويسوء وضعه من يوم لأخر ، فيما يقوم عباس من توطيد علاقته مع إسرائيل ، صار واضحاً و أنه مستعد ليضحي في الشعب الفلسطيني كله من أجل أن يستعيد السيطرة على غزة ، ومن أجل التضييق على حركة حماس، فهو يقف تارة ضد مساعدات للشعب المحاصر في غزة من أجل فقط إضعاف تواجد حكومة حماس أو تأليب الشعب الفلسطيني عليها.
عباس وجماعته من الفاقدين للشرعية بعد فشلهم في الانتخابات الشرعية يبحثون عن الدعم الغربي ، مستغلين نفس الأساليب التحريضية التي استعملتها إسرائيل سابقا. نفس اللهجة المكررة ، ونفس التهم الملفقة الذي استخدمتها إسرائيل عندما كانت تتهم الفصائل الفلسطينية بالإرهاب لمن يدافع عن أرضه، تستمر فتح أو ما يسمى بمنظمة التحرير باتهام حماس بأنها حركة انقلابية ، مع أن المنقلبين على الشرعية هم من رفضوا نتائج الانتخابات ، فالحكم في فلسطين تم بعد فوز عباس في الرئاسة ، وأحيلت الحكومة لتتشكل من قبل حركة حماس لأنها الفائزة في ثقة الشعب المنتخب وبعد أن لم تشكك فتح ، بنزاهة تلك الانتخابات ، ومن ثم انقلبت على الشرعية الحقيقة وهي شرعية الشعب، وركضت بقيادة حماس بحثا عن شرعية أمريكا وإسرائيل .
استمر عباس وفتح في طرح الفكر التخويني ضد حماس فرحا بتصفيق أمريكا ، ومن ولاها، وهذا ما كنا في البداية نتفهمه بأنها حالة هستيرية لانكشاف أجهزته الأمنية ،وتخليها عنه وعن قياداته الفاسدة، التي لا تملك أدنى مؤهلات لقيادة حصان وليس أجهزة أمنية ، وتفاجأ عباس أن الشعب الفلسطيني في غزة يرفض تواجد جماعة فتح وسيطرتها على أوكار الأجهزة الأمنية وعلى وجود أعضاء فتح ،الذين تتضاعف أموالهم بشكل كبير جدا، فسكان غزة تقبلوا حماس بكل ترحاب ،لولا الحصار الذي تقوم به إسرائيل ، بتحريض غربي اعتدنا عليه ولكن هذا التصعيد التحريضي الفتحاوي ،لم يعد ضد خصمها حماس وحسب، بل تعلن الحرب على سكان غزة ،عبر محاربة أي دعم مادي أو مالي ، و فصل الموظفين وحرمانهم من الرواتب وأكن فلسطين ودوائرها مسجلة باسم عباس وحركته ، و محاولة إقناع إسرائيل بتنفيذ هجوم كبير على غزة للقضاء على حماس.
الثمن لا يهم عند عباس ،فقط إعادة مجموعة من الفتحاويين المتنفذين للسيطرة على غزة ، واستباحة الأمان هناك، فما يلاحظ أن الاغتيالات قلت بشكل كبير في غزة بعد سيطرة حماس عليها، وخروج ضباط فتح اللذين يبدوا أنهم لم يكونوا يعملون لدى الشعب الفلسطيني بل ضدهم.
وسيظل الحكم طبعا للشعب الذي لا ينتفض ضد حماس ولا يطالب بعودة فتح، فهو غير معني بعودة مضر وغير نافع، ولا أظن أن قوة القوة التنفيذية كما يشاع هي السبب على أساس أنها قوة قمع، بل السكان ميزوا بين تصرفات السابقة والحالية وبين جماعات فتح وبين ضبط المخيمات الحالي والوضع الأمني المستتب.
فالشعب الفلسطيني لا يبحث عن عمليات سلام ملها منذ كذبة أوسلو لا يستفيد منها سوى إعطاء فترة للحصار الصهيوني لغزة والقتل والملاحقة في الضفة، وشرعية ممثلة برئيس فلسطين وهو يحضن قاتل ومحاصر غزة والذي تحوي سجون 11 ألف فلسطيني أسير.
فشكرا لعباس وشكرا لفتح على هكذا تصرفات يقدمونها بشكل مجاني لصالح الصهيونية طمعا في مكاسب لقاء الخريف ، ومهما عانق عباس أولمرت لن يحصل حتى على ورقة شجر ليس من لقاء الخريف وحسب بل من كل لقاءات الفصول الأربعة .
Omar_shaheen78@yahoo.com