نماذج فكرية لمجلس اسطنبول
موفق محادين
03-03-2012 03:37 AM
ناقشنا في مقالات سابقة العديد من (النماذج) الفكرية لليسار السوري المنخرط في مجلس اسطنبول ومنها اعمال غليون ورضوان زيادة وعبدالباسط سيدا وعبدالرزاق عيد وغيرهم اضافة لدراسات ومساهمات نظرية وسياسية للاصدقاء سلامة كيله وجاد الكريم الجباعي ولدراسة المحامية رزان زيتونة عن القاعدة والطليعة المقاتلة في سورية.
في هذا المقال نعود لعبدالرزاق عيد وانور البني بعد ان قالا ما قالا على اكثر من فضائية مؤخرا فماذا عنهما:
1- اذا كان انور البني قد نسي ما كتبه في جريدة الحياة التي تصدر في لندن 20-10-2005) فلا بأس من تذكيره بذلك واطلاع القراء عليه.
المقال المذكور مكرس برمته للهجوم على القوميين واليساريين وعلى تجربة البلدان الاشتراكية السابقة، ولا يفعل ذلك من باب كراهية ما لليسار والقومية، بل من موقع الحماس والانحياز والدفاع عن الرأسمالية واقتصاد السوق وفي خلط يعكس فقرا وجهلا معرفيا فادحا لا يلحظ الفرق بين الديمقراطية والليبرالية، ولم يسمع كما يبدو بملاحظات كبار الفلاسفة الاوروبيين انفسهم عن تغييب الرأسمالية للعقل النقدي (فوكو، هابرماس هو كهايمر، وغيرهم).
كما ينسى ان حزب الشعب القديم الذي يشيد بتجربته الليبرالية كان مرتبطا بجماعات نوري السعيد والاستعمار البريطاني في العراق، والذي يبدو ان هناك في سورية من يحن له.
2- اما عبدالرزاق عيد وكتابه (سدنة هياكل الوهم) فأحيله الى المثقف المعارض الراحل، تركي الربيعو (الغد 25-3-2005) الذي اعتبر الكتاب اقرب الى المزاعم النقدية والاقحامات الايديولوجية ومصادرة للرأي الاخر من جهة واضطرابا معرفيا وجملة من التناقضات، فهو ضد الدين السياسي برمته، تارة وهو مع اسلام سياسي ضد اسلام سياسي اخر، تارة ثانية.
كما لا يخفي عبدالرزاق عيد (اليساري الديمقراطي) كما زميله احمد محفل من الحزب الشيوعي- المكتب السياسي، نزعاته الطائفية (السنية) بانحياز مقحم للتأويلات المعروفة حول السيدة عائشة بعد ذلك نسأل السيد عيد:
1- ما هو رأيه في مجلس اسطنبول الذي يدافع عنه والذي يضم اغلبية من اسلام سياسي اكثر تطرفا من البوطي الذي ينتقده... ولا ندري ايضا هل ما زال يحتفظ بموقفه الساخر من الشيخ القرضاوي الذي بات ركنا اساسيا من اركان الدعم لمجلس اسطنبول.
2- هل تحن كما انور البني الى الزمن نفسه وهو يكيل المديح للشيخ محمد عبده والشيخ عبدالحميد الزهراوي، الاول الصديق الصدوق لكرومر المندوب السامي للامبراطورية البريطانية، والثاني بدفاعه الشهير عن الاستعمار الفرنسي في مؤتمر باريس 1913.
والمدهش ان كل ذلك المديح يأتي على لسان (مثقف تقدمي) ينعى نفسه
العرب اليوم