الطارد والمطرودجمال شواهين
07-10-2007 03:00 AM
عندما اشتد الامر على ابو الحصيني الثعلب المكار استدعى حيلته، فنصب الشباك اللازمة لايقاع الاسد فيها .. وما ان مر الاسد في المكان حتى كان اسيرا للشباك، والثعلب ينظر اليه هازئا وضاحكا، فرحا لحيلته ولم تجد معه نظرات الاسد الغاضبة، حيث تركه اسيرا للموت وذهب ... بعد وقت مر الجرذ وشاهد الاسد الاسير، فوقف مليا لينظر ... فدعاه الاسد لفك اسره لأنه قادر على قضم خيوط الشبكة ... تردد الجرذ ثم عاد ووافق على الامر... وما ان انتهى حتى فر مبتعدا خوفا من جوع الاسد وغضبه .. غير ان الاسد سار بالاتجاه الخارج من الغابة، فناداه الجرذ مبينا له الطريق، فاجابه الاسد بأنه لن يمكث بعد اليوم بالغابة طالما ان الثعلب فيها هو الذي يربط والجرذ هو الذي يفك ويحل ... هكذا الامر ... ولطالما خسرنا الكثير من وراء الحيل والخبث والاستقواء والتجني والاستحواذ ... حيث خرج من البلد من خرج بسبب من يربط ومن يحل .... يحدث هنا فقط استصلاح المناصب بدل استصلاح الاراضي ... وتسميم المياه بدل تنقيتها ... والاعتداء على اجيال المستقبل بالحليب المسمم بدل رعايتهم على خير الوجوه .. ويحدث هنا التوزير للعدل بلا عدل وللصناعة بالمحاسبة وللسياحة بالتجارة وللداخلية بالعمل وللضريبة بالضارب وللمضروب بالضربة القاضية... ويحدث هنا الطرد المركز لكل ما هو مفيد وواعد، فالعالم يهاجر، والمفكر محجوز عليه، والمبدع الى الشارع والمستثمر الى الخارج ... فهذا صحفي يطرد من التلفزيون، واخرون من كل مكان يكونون فيه جادون وعلى قدر من العطاء. نشقى ونجهد لجلب الاستثمار والمستثمرين ... ونطردهم بدون جهد، ونتركهم يطلبون ذلك ... وزير السياحة يسافر سائحا لكل ارجاء المعمورة لترويج السياحة، وهو لا يعرف حال البتراء الاعجوبة ولا ام قيس المحرومة او حتى جرش المخذولة .... الغلاء دفع بالحكومة لاقامة الاسواق الشعبية .. وهذه ما عادت شعبية ابدا لأن الاسعار فيها نار الله الموقدة؟.. وعندما اقيم مشروع واعد مثل مشروع القرية العالمية وجهد من اجله المستثمر الاردني احمد المصري متشاركا بالجهود والعمل والسهر مع زوجته علا المصري، فوفرا اسواقا شعبية دون كلف على الناس وفرص عمل، ومردودا للخزينة واجواء سياحية باسعار مقدور عليها، تمت محاصرتها، ثم التضييق عليهما ليغادرا الوطن منتقلين بالمشروع الى دولة مصر التي وفرت لهما ما يلزم للاستثمار باجواء صحية ... فمن الذي خسر يا ترى .. الطارد ام المطرود. اعتادوا على طرد كل ما هو جميل .. بما في ذلك الاحلام ..طالما انهم ليسوا شركاء فيها بالسطو والسلبطة عليها .. وهذا حال ليس فيه مكانا الا للطحالب والطفيليات ومدبري الحيل كما الثعالب ... فهل يدوم أم هو الى زوال قريب. تعليق الانباطي: بس الثعالب ما زالت تفك وتربط .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة