حزب جبهة العمل: هل يقتات على العشيرة؟!خالد سلمان القضاة /قطر
06-10-2007 03:00 AM
الثابت الجليّ في ترشيحات حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن أنها اختارت غالبية مرشحيها من أبناء العشائر التي تحظى بثقل في مناطقها. وأفهم من ذلك أن جبهة العمل تفتح "جبهة ً للعمل"، ولكن لاستراق أصوات العشيرة من مرشحي العشيرة ذاتها، ولصالح انتماءات حزبوية. فالكل يعلم أن أبناء العشائر في المناطق التي يترشح فيها مرشحو الجبهة، لا يهمهم في الدرجة الأولى إلا تحسين الأحوال والخدمات - وهذا هو ما يمكن أن يقدمه ابن العشيرة لعشيرته- وليس ابن الحزب الذي يتوكأ عليها. وأقولها كواقع حال، إننا لا نعرف الواحد منهم إلا كابن عم يعيش بين ظهرانينا في كنف العشيرة؛ وليس من حقه أبدا أن (يسمل) أصواتنا ويسوم سمعة العشيرة في تراصها وتكاتفها – لصالح حزب لا يفيد إلا المنضوين تحته. لا أنا ولا غيري يبتغي إنكار حق أحد آخر في الترشح، شرط أن لا يتخذ ذلك الآخر من تفتيت مقومات العشيرة سبيلا للوصول إلى المرام. وإنه اقتيات حقاً من جبهة العمل أن تزج بمرشح تعتبره عضوا فيها، بينما هو في الأصل ينتمي إلى قاعدة عشائرية، وهي تعول على أن يستفيد هذا المرشح من اسمه الرابع، أكثر من استفادته من الثالوث الذي يشكل اسم حزبه. فعلى الجبهة أن تعرف، وأظنها تعرف يقينا، أن العشيرة وبكل المقاييس، هي حزب قائم بذاته، وأنها لا تختلف أبدا عن أي حزب آخر - بمفهومَيه التقليدي والحديث. والعشيرة هيكلها كهيكل الحزب تماما: لها برنامج هو خدمة أبنائها ومنطقتها، ولها تراتبية معقولة ومقبولة، أصبحت اليوم تأتي غِلاباً (وليس ميراثا)، وأبناؤها ينتمون إليها (كانتماء الحزبي لحزبه)، وتصب في مصلحة الوطن (على اعتبار أن الأحزاب تفعل ذلك أيضا). وابن العشيرة بذلك، لا يزيد عن كونه عضوا في حزب – هو العشيرة. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة