فشل المفاوضات .. ومهمات المرحلة المقبلة
سلامه العكور
28-02-2012 02:45 AM
لجلالة الملك كل الحق في اعتبار السياسات الاسرائيلية وراء حالة التوتر في المنطقة. وللقيادة الفلسطينية التي اصدرت بيانا في رام الله كل الحق في رفض استئناف المفاوضات مع اسرائيل التي أفشلت مفاوضات عمان ايضا..
وبيان رام الله اعتبر الافكار والمواقف الاسرائيلية لا تشكل الحد الادنى لتمهيد الطريق امام استئناف المفاوضات.. كما اعتبر اساليب التحايل والمراوغة الاسرائيلية بما يتعلق بالقضيتين المركزيتين وهما حدود «1967» والاعتراف بها اساس للمفاوضات ووقف اسرائيل لكل اشكال النشاط الاستيطاني، عقبة كاداء امام عملية السلام..هذا اضافة الى ان اعتداءات اسرائيل على المسجد الاقصى وعلى جميع المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس والخليل وبيت لحم وغيرها، لا تشجع على مجرد التفكير في ان لاسرائيل نوايا جادة بالنسبة للسلام مع الفلسطينيين..
اما حملة الاعتداءات التي تقوم بها اسرائيل في مدن الضفة الغربية في اوساط المواطنين الفلسطيين وبخاصة اعتقالات العديد من الاسرى المفرج عنهم، والغارات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، كل ذلك يكشف زيف مزاعم اسرائيل في حرصها على استمرار عملية السلام.. وهذا ما دفع جلالة الملك للتأكيد امام الوفد الصيني الذي التقاه يوم الثلاثاء الماضي ان الاجراءات الاسرائيلية الاحادية عائق امام السلام..
امام هذا الشلل المزمن الذي لحق ويلحق بعملية السلام فان السؤال الذي يفرض نفسه هو ما العمل؟!
أحسب انه بعد توصل حركتي فتح وحماس الى اتفاق الدوحة فلم يبق ثمة مبررات..أي مبررات للتلكؤ في تنفيذ جميع مضامين هذا الاتفاق، بدءا باعادة تشكيل بنيتي المجلس الوطني الفلسطيني، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مرورا بتشكيل حكومة الوفاق الوطني ووضع حد للسجالات والاحاديث المتناقضة حول رئاسة هذه الحكومة..
لقد بات مطلوبا بالحاح شديد اعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وتحقيق الوحدة الوطنية المرجوة تمهيدا لوضع برنامج نضالي يترجم عمليا بدون تلكؤ او تردد او افتعال اسباب للتأجيل..
فالقيادات الفلسطينية لجميع الفصائل ينبغي عليها قراءة المشهدين الاقليمي والدولي للتوجه الجاد والحقيقي والمسؤول لتوحيد الرؤى حول برنامج نضالي وطني يكون بديلا لسياسات المراحل السابقة.. ويكون بمستوى القضية الفلسطينية التي هي اصعب واعقد قضية عربية..
وهذا يقتضي الكف عن الرهان الفلسطيني على الدور الامريكي كدور اساس في اي عملية سلام تفرضها على اسرائيل معطيات جديدة للربيع العربي..
فالرهان الاول والاساس يجب ان يكون على انجازات النضال الوطني الفلسطيني بجميع اشكاله..والمدعوم من مواقف عربية حازمة ومسؤولة ومن القوى الصديقة في العالم..
الرأي