بصراحة مع الوكيل: تيليثون إذاعي في الولايات المتحدة
27-02-2012 02:41 AM
[ أقفزُ ، بدايةً ، وذلك انصياعاً لشرط الحيدة بهدفها الموضوعي عن شرَك التشخيص ، وأيضاً عن نظرية الشهادة المجروحة التي يسوقها في الغالب الأعم صديقٌ بحق صديقهِ ، حتى إذا ما نجوتُ من منعرج هذا التعالق البروتوكولي ، فأنا إذن سأبدأُ من فوري وقد تخففتُ من ذلكم العبء الثقيل ، بأخذكَ ، قارئي الكريم ، في رحلةٍ أرجو أن تكون ممتعةً على جناحي طائر ( خمسة سياحة ) والتسميةُ هذه هي لبرنامج إذاعي قديم ، نجولُ فيها معاً مارين تارةً بسهول وأخرى بسهوب وثالثة بتلال وهضاب ، نحو غايتنا المرادة إذ سنكونُ وجهاً لوجه مع سَدَنَة روضٍ من رياض إحدى وسائط الإعلام الحديث ..
تخفف إذن والحق وهات يدك ، قارئي العزيز ، كي نقرأ معاً دليل هذه الوسيطة الإعلامية المثلى فنقف على تاريخها العريق ، إذ تعرض الصفحات الأولى لتسلسل صنوف الميديا التاريخي ، وبالمناسبة فإن الوسيطة آنفاً تأتي الثانية في هذا التسلسل الذي أرجو أن يكون دقيقاً ..
الوسيطة الأولى وان شئتم الأقنوم الأول هو الإعلام المكتوب والأدق الصحافة المكتوبة ، والتي كان تعريفها الأول وعلى أيدي روادها الأولين هو المنشور الثقافي لجماهير المتلقين ، أما الثالث فهو الاقنوم المرئي والمتمثل بالشاشة الصغيرة / التلفزيون ، الأبيض والأسود في بداياته ثم بالألوان فيما بعد ..
أما السينما الشاشة الكبيرة فالذين سموها بالفن السابع حسموا أمر انتسابها الإعلامي ، بمعنى أن لا علاقة لها بالإعلام وان كانت تنافس التلفزيون على الصعيدين الفني والثقافي أو المشترك المعرفي ، على أن الباحثين المختصين يذهبون مذهباً مختلفاً فيما يخص السينما التسجيلية والأفلام التاريخية ( الخ )، وقد يرى هؤلاء أن أقنوم الساتل أو الساتلايت وقنوات العسكرة الفضائية هو أقنوم رابع ، ويأتي أخيراً الإعلام الالكتروني بشتى تلاوينه المواقع والمدونات والصفحات كأقنوم إعلامي خامس ..
أما الاقنوم الثاني – موضوعة هذا المقال .. ولعلي أطلت !، فهو الاقنوم المسموع / الأثير / الإذاعة / الراديو أو المذياع ، والذي تطور في العقد الأخير تطوراً نوعياً مذهلاً ، حتى ليمكن أن نعرّفه أيضاً بعسكرة الأثير أو بالعسكرة الهوائية ، على أن الأكثر أهمية هو التطور المهول أيضاً ، والذي طرأ على الدور التقني الضارب لهذا الأقنوم بغير مقياس وعلى الصعد كافة ..
غير أن برنامج ( بصراحة مع الوكيل ) الذي يعده ويقدمه الإعلامي اللامع محمد الوكيل ، يصطف كحالة إذاعية استثنائية سامقةِ الشأن بكل المقاييس والقواميس ، إذ احتل المرتبة الأولى أردنيا وللسنة الثامنة على التوالي ، وأقطع بيقين أنه اليوم يحتل أيضا مكان الصدارة على المستوى العربي ، وذلكم - بحسب القائمين على تألق هذا البرنامج الخدمي النشموي وبغير حكم - وفق أكثر من دار قياس للرأي ، إذ جعل مبدعه بل عرابه محمد الوكيل الإذاعي الأكثر شهرة وبلا منازع أردنيا وعربياً ..
ان جوهرة العقد قي قلادة هذا البرنامج الذائع الانتشار ، والذي أراه وبعيداً عن التشخيص استثنائياً بامتياز مدهشاً بإطلاق وعلى الصعيدين معاً المجتمعي والوطني ، تتمثل في اصطفافه الباسل من حيث تفوقه على نفسه بالريادتين معاً ، الأولى هي ووفق المداخلين من الأردن والولايات المتحدة التجربة الأميركية للبرنامج ، والثانية هي ما يمكن تسميته بالتيليثون الأثيري أو الإذاعي ..
أجل إذ راح يبثُ وعلى مدى أسبوعين منذ الأحد قبل الماضي ، من الولايات المتحدة و تحديداً من جنوب كاليفورنيا ، متنقلاً بين مدنها لوس انجلوس وهوليود و سان دييغو وغيرها مع عمان في آنٍ معاً ، فبهندسةٍ اذاعيةٍ وتقنيةٍ صوتيةٍ باهرتين وجد متطورتين ، نجح برنامج ( بصراحة مع الوكيل ) وبمنتهى الدَرْبة والحرفية فنياً ومهنياً في أن ينطلق أثيرياً أي على الهواء مباشرة ، بحيث أن يبدأ الساعة السابعة والنصف صباحاً بتوقيت عمان الحادية عشر ليلاً بتوقيت لوس انجلوس ، وطبعاً مع ملاحظة اختلاف الليل والنهار وهي ظاهرة زمنية ، تجعلهم يسبقوننا بيوم أي بتسع ساعات على وجه التقريب ، الأمر الذي جعل الأستاذ الوكيل يلبس ساعتين واحدة في يمناه والأخرى في يسراه ، الأولى بتوقيت عمان والثانية بتوقيت جنوب كاليفورنيا .
غاية البرنامج الرئيسة والتي جاء أوكلها نجاحاً طيباً منقطع النظير ، المبادرة الريادية الغير مسبوقة على مستوى الإعلام الإذاعي بوجه خاص ، وهي ما يراه الوكيل ترجمة عمليةً لخطة من شأنها الانتشار أفقياً وعمودياً أيضاً ، ما حصاد فلترته بالمحصلة هو زيادة أعداد المستمعين في الداخل والخارج معاً ، فضلاً عن التوسع عبر الانتشار جغرافياً خارج عاصمة البث عمان ، مستندين تنظيراً وتطبيقاً إلى نجاح الخطة فنياً قانونياً وإجرائياً وأعني فرادة البث من عمان والولايات المتحدة في نفس الوقت ، الأمر الذي جعل الأستاذ الوكيل يفكر بالتوسع مع تراخي الأيام والإمكانات ، باستمرار التجربة بأن لا تقتصر على جنوب كاليفورنيا بل أن تشمل مناطق أخرى يعلن عنها في حينه ، على أن المحطة الثانية لهذا البرنامج ومبدعيه ، ستكون ووفق الوكيل وتحديداً في نيسان القادم هي فلسطين الشقيقة .
غير أن الغاية الرئيسة آنفاً قد أنجبت ، بتداعيات الرحلة وتجليات الضيافة ونجاحات الإقامة أيضاً ، غايات أخرى استوت أهدافاً عريضة أولها وأهمها فيما أجزم ، هو جمع الكراسي الكهربائية تبرعات لذوي الاحتياجات الخاصة في الأردن الأم ، من المغتربين الأردنيين بخاصة وبشكل متواضع من الجالية العربية بوجه عام ..
ولقد تحقق المراد فعلاً ونيل المبتغى وتماماً كما خطط له الوكيل وفريقه ، إذ نجحوا في جمع 190 كرسي كهربائي أضيف لها 60 في الحلقة الأخيرة ، ما مجموعه 250 كرسياً ستصل بعد دراسة الحالات إلى مستحقيها من ذوي الإعاقات الحركية في الأردن ، إلى ذلك فقد نوه أحد المضيفين لمدير وفريق البرنامج ، وهو من القائمين على إدارة النادي الأردني الأميركي ، الذي يعنى بشؤون الجالية الأردنية في جنوب كاليفورنيا والذين يقدر عددهم بثلاثين ألفاً ، بأن التبرعات ستستمر وبأن نشامى النادي من أبناء الجالية البواسل ، سيبدأون التحرك فوراً بقطع القارة طولاً وعرضاً جمعاً للأدوية ..
أما الهدف الثالث فهو لرصد شكاوى الجالية هناك ، وقد تم فعلاً حل بعض المشاكل العالقة سواء مع السفارة في واشنطن أو مع مؤسسات الدولة في عمان ، فللمثال لا الحصر وعد الوكيل بأن يبحث مع وزير الخارجية ناصر جودة ليصار إلى فتح قنصلية في جنوب كاليفورنيا ، ناهيك بأهداف أخرى لعل أهمها هو تذليل العقبات ، بدءاً بكبح جماح بيروقراطية الاتصال والتواصل مع الجهات المعنية بالاستثمار ، إذ عبر أبناء الجالية هناك بمنتهى الصراحة والصدق مشفوعين بانتماء سامق الشأن ، عن رغبتهم العارمة في الاستثمار وفتح قنواته أمام أصدقائهم الأميركيين في الأردن الحبيب .. ]
Abudalhoum_m@yahoo.com