أخي باسل
أعتذر لتأخري في الكتابة اليك, فقد كنت في مدينة الحسين الطبية, اعالج كسورا في عمودي الفقري سببها المرض, وليس محاولات لا تحصى لقهري وكسر ارادتي ومنعي من أن احتفظ بولائي لقيادتي الهاشمية ووطني ولكل الاردنيين والعرب, لذا اسمح لي أن ابعث اليك بالتهنئة, فالامر المؤكد انها المرة الاولى التي تفصل من عملك, لان مسؤولا او مسؤولين عنك احرجتهم شجاعتك وجرأتك وفقدانك لادنى قدرة على النفاق فقرروا ان يتخلصوا منك!لو شئت أن أعد على اصابعي عدد المرات التي فصلت فيها لما كانت اصابعي العشرون كافية, وحسبك ان تعرف انني التحقت بالعمل الحكومي عام 1961 وانني تحولت من موظف بمرتب في صحيفتي الغالية (الرأي) الى موظف بمكافأة عام 2007 , لان كل تلك الخدمة التي بلغت ستة واربعين عاما لم تكن كافية لاحصل على تقاعد من الحكومة او من الضمان الاجتماعي بسبب عدد مرات الفصل.
اخي باسل
فصلك وسام من الوطن وقيادته وأهله لك , فأنت لم تسرق ولم تتلق رشوة ولم تغمز زميلة ولم تسيء لثوابت هذا الاردن الطيب العظيم, ولهذا فان هذا الوسام سيكون خطوتك الواسعة نحو أخذك لموقعك, لان اعمار المدراء والمسؤولين اقصر كثيرا مما يتصورون أو يتوهمون او يحسبون، سيتم قذفهم الى زوايا الاهمال دون ان يتذكرهم من عمل معهم الا بالسوء الذي حكم تصرفاتهم. والضعف الذي بات علامة فارقة لغالبية مسؤولينا وكل مدرائنا العامين تقريبا، اذ دلني على مدير واحد من امثال مدراء زمان يمكن ان يرفض امرا يأتيه عبر هاتف او يرفض طلبا يجب ان يستجيب له خلال اثنتي عشرة ساعة.
اخطأ كل الذين كتبوا يحملون فيصل الشبول مدير الاذاعة والتلفزيون مسؤولية (قطع رزقك) والاكثر اهمية مسؤولية تجميدك بلا عمل ثم فصلك بسبب عدم قيامك بأي عمل، فالزميل الشبول له من الخلق ما يجعله متردداً عن ان يرتكب الخطأ الكبير الذي ارتكبه(...)!! ، وهو مثل غالبية المدراء العاملين لديه من الحرص على وظيفته ودخله وامتيازاته ما يجعله عاجزاً حتى عن طرح السؤال: لماذا افصل باسل العكور؟ هذا اذا تلقى هاتف من مسؤول يطلب منه تصفية هذا الفتى الوطني المنتمي المشاغب العنيد الاردني العربي، لهذا ارجو ان يتوقف الجميع عن مهاجمة فيصل بذات الطريقة التي هوجم فيها وما يزال.
العزيز باسل.
دعني اروي لك امرين يؤكدان لك وللجميع حقيقة وصدق ما قلته في هذه الرسالة، ففي عام 1989، وبعد ان كنت قد فُصلت قبل احداث الجنوب من عملي في وزارة الاعلام، جاءت مشاركتي في امسية شعرية في جامعة اليرموك حول الشاعر عرار، وقبل ان نصل الى عمان عائدين من اربد، كانت رسالتان تصدران وتحملان قرارين بفصلنا من اعمالنا.. الصديق حيدر محمود من عمله الحكومي والعبد لله خالد محادين من عمله في صحيفة "الرأي", بعد توقف الاحداث بعودة جلالة الراحل العظيم الحسين بن طلال, ورحيل الحكومة ليتولى المرحوم الامير زيد بن شاكر مسؤولية رئاسة الحكومة. كان قرار يصدر بتعييني مديرا للصحافة والاعلام في الديوان الملكي الهاشمي وقرار اخر يصدر بتعيين الشاعر حيدر محمود سفيراً لدى تونس حيث قضى اكثر من عشرة اعوام وتولى خلال سنواته الاخيرة عمادة السلك الدبلوماسي, هذا كانت القيادة تعاملنا وتلك كانت الطريقة التي عاملتنا بها الحكومة.
وقبل اسبوعين كان جلالة الملك عبدالله بن الحسين يشد على يدي بحرارة ويطمئن على صحتي ويسلمني جائزة الحسين للابداع الصحفي لأحسن مقالة صحفية, وانت تعرف ما الذي سببته لي مقالاتي سواء في موقع "عمون" او صحيفة المجد او صحيفة السبيل وتعرف كيف حوصر الموقع لاسباب من ابرزها مقالاتي, لم يجرؤ احد على معاقبتي, لا بسبب الاسلحة النووية التي امتلكها ولا ان تعداد عشيرتي يتجاوز نصف المليون ولكن لان احداً من المسؤولين لا يجرؤ على اتهامي بالاساءة لوطني وقيادتي وشعبي, او يشكك بولائي.
اطمئن ايها العزيز باسل, فأنت اكثر قدرة على الصمود بكرامة, لأنك ببساطة اكثر من آخرين كثيرين حماساً لوطنك واوجاعه واحلامه, فكبار المسؤولين يأتون ويرحلون بالشيخوخة المبكرة والمذلة بينما المبدعون يظلون في الوطن وفي قلوب اهله وان يموت المرء جوعاً لأشرف مليون مرة من ان يعيش ذليلاً ليس على شفتيه سوى.. امرك يا سيدي.. اعطيني خمس دقائق وخذ القرار الذي طلبته.
لك محبتي دائماً..
اخوك
خالد محادين