سحيجة06-10-2007 03:00 AM
صفات ونعوت متنوعة يطلقها الناس على من يتملقون غيرهم ، يسميهم البعض " سحيجة " وأعتقد أن مصدر اللفظ هو التسحيج أي التصفيق الذي يقوم به نفر لا يحسنون الدبكة أو الغناء في الأفراح ، فيكتفون بالتصفيق تحية وإعجابا ومشاركة لمن يدبك أو يغني ، وانتقلت التسمية لتصف من يقوم بتملق غيره . ويصف البعض الآخر فعل المتملق بـ " هز الذنب " ومصدره كما هو معلوم هز الكلب - أجلكم الله - لذيله أمام صاحبه طمعا بطعامه وفتات نعمه ، في حين يصف بعض ثالث فعل المتملق بـ " مسح الجوخ " وأظن أن مصدر ذلك قيام بعض " الصغار " بمهمة لا يقوم بها " الكبار" من إزالة أو تصنع إزالة غبار وما نحوه عن ملابس " الكبير " الصوفية ، حيث كان لبس الصوف من علامات الثراء والمكانة ، توددا له وإظهارا لتبعيته له ، ويقال في الخليج العربي لفعل التملق " دهن السير " والسير هو حزام جلدي يشد على الحمار - أعزكم الله - ويدهن الحزام بمادة دهنية كالزيت ليكون ناعما على جلد الحيوان . وباتت مسميات من يقوم بالتملق تشمل مفردات مطبل ومزمر وسحيج ، وارى أن أكثر ما شاع مؤخرا من مسميات هو " حملة المباخر " حيث يبدو عملهم وكأنهم يبعدون عيون الحساد عن " العباقرة " و " الجهابذة " من ذوي المناصب ، والذين عجزت النساء أن يلدن مثلهم .التملق درجات وأنواع ، ومن ذلك الضحك أو تصنعه على ما يلقيه المسؤول من نكات وحكايات سمجة ، أو تحمل صفاقته ، أو إسباغ صفة " الشبوبية " على مسؤول بلغ من العمر عتيا ، مع تجاهل صبغه لشعره أو وضعه لشعر مستعار ، وهذه من صنوف يمكن غض النظر عنها ، لكن النفاق القاتل ما كان من تزيين سوء العمل للمسؤول ، وأن قراراته عظيمة وعادلة ، وتصلح للتدريس في معاهد الإدارة وكلياتها ، وأن الموظفين يصلون نهارهم بليلهم وهو يشكرون الله على نعمه الواسعة بتعيين هذا المسؤول الألمعي مديرا عليهم ، وإشعار هذا المسؤول أنه منزه عن الخطأ والزلل ، وفي نهاية الأمر يصدق المسؤول هذا النفاق والمداهنة ، ويعتريه الشعور بالعظمة ، إضافة لشعوره بالفوقية لما أبداه المنافقون من دونية أمامه ، لتنهال بعدها قرارات لا تصدر إلا عن غبي أو أحمق تكاد تطيح - إن لم تكن قد أطاحت بالفعل – بخيرات الوطن وبمصالح المواطنين .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة