رسالة الى قلعة الصبر والاحتساب .. عبد الجبار
26-02-2012 01:30 PM
رسالة الى قلعة الصبر والاحتساب ... المتمترس في تخوم الايمان الصديق الوفي الاستاذ عبد الجبار أبو غربية // أبو جاد // ....
مذ قرأت اعلانك الأخير "الذي نشرته في العزيزة عمون " عن استيطان جزيئات مراوغة ممن وصفته بالغبي المدعو " سرطان " وتصميمك هزيمته مجددا مثلما فعلت بسابقيه عندما تسلالا الى الرئة والدماغ ... منذ ذلك الوقت يا صديقي الاعز والاوفى وأنا افتقد الكلمات اللاتي ابحث عنهن لعلهن يعكسن ما يجيش به خاطري وابتهل الى العلي القدير ان يفكك عقدة من لساني لتفيض مشاعري نحوك بما عهدته من صدق محبة في الله جمعتنا وستبقى الى أبد الابدين .
أبا جاد الحبيب :
أغبطك أيها الغالي لهذا الشموخ الايماني الذي لا يضاهى ... فمن بمثل هذا الصفاء والتجلى في الاحتساب والصبر والمواجهة بالتوكل الذي قل نظيره ؟؟؟
وكم عدد الذين يواجهون قدرهم بشفافية ايمانية مرتكزاتها نهج الحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة والتسليم // ما شاء الله كان ... وما لم يشأ لم يكن ... وما أصايك لم يكن ليخطئك ... وما أخطأك لم يكن ليصيبك .. جفت الاقلام ورفعت الصحف // ...
الله .. الله .. يا ابا جاد .. كيف تترجم مكنونات نفسك المؤمنة ... الرضية الراضية المطمئنة الى واقع معاش وكأن شيئا لم يكن .. وان لا شيء ذي قيمة قد حدث ... فأي بشر أنت يا ابا جاد ؟ وأي نفس قوية تسكنك ؟
لقد لقنت جميع من يعرفك ... وجميع من سمع بك ... درسا عمليا دقيقا في الايمان والمواجهة .. مواجهة المؤمن لقدره .. مع التسليم الكامل بانها ارادة الله ... وهو الشافي ايضا ... وهو المحيي والمميت ... وهو ان اراد شيئا يقول له كن فيكون ... وان كل شيء عدا ذلك لا يمت للامر شيئا ...
فبيده الامر من قبل ومن بعد ...
أبا جاد : لقد عكست ايمانك اللامتناهي على من حولك ابتداء من اسرتك وأهلك وذويك ومعارفك ... فأشعت الطمأنينة بينهم ... وجعلتهم يتعاملون معك ومع مرضك تعاملا عاديا وانه لا يستحق الكثير من الامر ... وادركنا نحن احبابك من الاصدقاء الى اي مدى يتجلى الايمان في نفس الزوجة
والام العظيمة " أم جاد " التي تمضى الوقت كله بقربك ... تسهر على راحتك .. تمارس دور مديرة مكتبك بمهنية عالية .. تتعامل مع الاخبار باقتدار ... تلفت انتباهك الى خبر هام وعاجل لكي تتعامل معه لصحيفتك ... توقظك من نومك ان كنت خلدت اليه ... او تتركك تغط فيه ان لم يستحق الخبر الاهمية المستحقة ...
نسألها ان ردت على الهاتف : ما اخبار " ابا جاد " ... فيأتي صوتها واثقا وباصرار : الحمد لله ... كويس ... فتبعث فينا الطمأنينة ... فيا لها من امرأة مثالية وفية في زمن عز فيه الوفاء !!
أبا جاد ... أيها المعلم ...
تعلمنا الصبر ... والايمان ... والتوكل ... تضرب لنا امثلة واقعية لا مثيل لها فأضحيت نعم المعلم لنا ... لكل معارفك حقا ...
نحنى هاماتنا اجلالا واحتراما ومعزة وفخرا بك ايها الصديق النادر في صفاتك ... وابتهل الى الله أن يحيطك بحفظه وعنايته ورعايته انه نعم المولى ونعم النصير .