اذا كانت الامور بخواتيمها فهل جاءت نتائج التغيير في بلاد »الربيع العربي« بحجم طموح شعوبها واهدافها?!
هل اقام التغيير انظمة جديدة ديمقراطية, أم كان التغيير للأسوأ خصوصاً في قضايا حرية التعبير وحقوق الانسان?!
لا يختلف اثنان حول استبداد وفساد الانظمة البائدة, ولكن الشعوب تطلعت الى التغيير الافضل والاحسن من اجل انظمة ديمقراطية بديلة تحكمها المؤسسات والقوانين تعمل على مكافحة الفساد والبطالة وترفع من المستوى المعيشي لمواطنيها, فهل هذا تحقق, او في طريقه ليصبح واقعا في الحاضر او في المستقبل القريب?!
أسئلة كثيرة وعديدة مطروحة في الشارع العربي, ولا ننكر أن البعض غير متفائل بما تشي به الشواهد, وقد تكون انتخابات الرئاسة في اليمن خير دليل على ذلك, فبعد عام من انطلاقة ثورة الغضب في اليمن جرت انتخابات رئاسية مرشحها الوحيد عبدربه هادي الذي حاز على اقل من 99.9 بعشر واحد!!
حدث هذا في اليمن بعد عام على الحراك الشعبي, وبعد سقوط ضحايا وجرحى واشتباكات في العاصمة والمدن, ومقاطعة الجنوب والتلويح بالانفصال.
اعتقدنا لوهلة, بعد اليقظة الشعبية العارمة, أن زمن رؤساء ال¯ 99.9 قد انتهى وتلاشى, ولكن هذه النتيجة التي لم يحصل عليها نيلسون مانديلا اعادت اليمن الى المربع الاول وعادت الامور تراوح مكانها...
وعلى سيرة مانديلا الذي تم نقله الى المستشفى لاسباب صحية, أتساءل ماذا لو كان النمر الافريقي زعيما عربيا!!
لقد قاد مانديلا ثورة شعبية تاريخية ادت الى تحرير شعبه, وظل رمزاً وقائداً تاريخياً لشعب جنوب أفريقيا, تسلم القيادة بارادة شعبه, ولكنه رفض التجديد أو التمديد, واكتفى بالمدة الدستورية, وعاد الى منزله ليعيش كمواطن يحمل لقب »العظيم المبجل« وهو اللقب الارفع قدراً في القبيلة.
تقاعد مانديلا وترك الحياة العامة ولكنه احتفظ بمحبة وتقدير شعبه وكل شعوب العالم كبطل تحرير وسياسي ديمقراطي وانسان ... نتمنى له الشفاء العاجل.
Kawash.m@gmail.com
(العرب اليوم)