في رده على سؤال لموقع «الرأي الإلكتروني»، كشف الناطق الإعلامي في السفارة الاميركية في عمان «كارل دكورت» عن اتصالات جرت بين موظفين في السفارة وبين ممثلين عن جماعة الاخوان المسلمين والحركة الاسلامية في الاردن.
الاتصالات بين الطرفين قديمة - جديدة، واحيانا على مستوى متقدم اخواني واميركي... ولكن لاتصالات هذه الايام ابعاد وغايات اخرى جديدة.. لا سيما وان « الربيع العربي « قد جاء بجماعة الاخوان المسلمين في تونس ومصر الى سدة الحكم بعد عملية غزل علنية هذه المرة قبل الانتخابات العامة.. فالادارة الاميركية الحالية قد اعطت الضوء الاخضر للحركات الاسلامية في البلدان العربية معلنة عدم اعتراضها على مشاركة الاسلاميين في الحكم.. وقد تكون الحركة الاسلامية في الاردن ضمن هذه الحركات.. اي انها غير مستثناة من هذا التوجه الاميركي الجديد.
وقد كشفت وثائق «ويكليكس» عن اجتماعات جمعت اعضاء من الاخوان المسلمين في الاردن بمسؤولين اميركيين ناقشوا خلالها السياسات الانتخابية وعلاقة الولايات المتحدة الاميركية بالجماعات الاسلامية.. وهذا يعني ان الادارة الاميركية الحالية ترحب بوصول اخوان الاردن الى سدة الحكم..
علما بان الاخوان المسلمين قد حظوا بهذا المكسب المهم على امتداد تاريخهم في الاردن.. حيث شاركوا في السلطات الثلاث.. وفي عام «1989» فازوا بمقاعد مهمة في السلطة التشريعية وفي السلطة التنفيذية.. وظلوا على امتداد عمر الحكم في الاردن التنظيم الوحيد المسموح له بالعمل والنشاط العلني حتى صدور قانون الاحزاب.. وفي الانتخابات التشريعية القادمة من المتوقع ان يفوزوا بعدد مهم من المقاعد.. وقد يكلفون بتشكيل حكومة بالمشاركة مع قوى اخرى في مجلس النواب.. اي انهم قد يخوضون تجربة الحكم على نطاق اوسع.. وهنا ستظهر جليا حقيقة مواقفهم من القضايا والمشكلات المحلية وحقيقة رؤاهم في مواجهتها وحلها.. وكذلك حقيقة مواقفهم من علاقات الاردن الاقليمية والدولية.. ومن اتفاقات الاردن مع دول شقيقة واجنبية.. كمعاهدة وادي عربة مثلا..
والملاحظ ان جماعة الاخوان المسلمين وجبهة العمل الإسلامي وهما في حقيقة الامر جهة واحدة ستغادر موقع المعارضة الى موقع الموالاة.. وعندئذ ستتضح للملأ كيفية تعاطيها وتعاملها مع قوى المعارضة.. وهل ستلتزم بمبدأ التعددية السياسية واحترام الرأي الاخر وتداول السلطة، بدلا من شعار او مبدأ» الاسلام هو الحل «؟!!..
وهل ستظل تمارس قناعاتها عندما كانت في المعارضة وهي في السلطة ام انها ستزحف بمواقفها لتتقاطع مع ما تمليه الأوضاع الداخلية والخارجية؟!..
الانتخابات التشريعية ستكون في هذا العام وسيرحب بفوز الاخوان في عدد كبير من المقاعد وقد يشكلون حكومة نيابية وسيذوب الثلج ويظهر المرج بما عليه..


الرأي