يقول وائل الجرايشة الذي اعتز بمهنيته الصحفية العالية وبكفاءته التي أوصلته ليكون علماً اعلامياً خاليا من كل المنشطات التي تزخر بها بلدنا لتقديم شخص بوظيفة معينة فهو كما يقولون عصامي الهدف والغاية ويا ليت كل ابناء بلدي عصاميين دون منشطات.

يقول وائل الذي اتقاسم معه الهم الطفيلي فهمنا الطفيلي هو هم اردني بامتياز لا يقتصر على الطفيلة وان كانت نموذجاً لمنطقة نعتز بالانتماء لها كما يزيدنا اعتزازنا بأردنيتنا التي ندافع عنها بالفطرة وليس بالنفاق ففي وطني هناك من ينتمون للوطن بقدر ما يحلبون من مقدراته.

يقول وائل //ابيش موالاة كلها قالبه معارضة وبتنظر علينا بالفكر والسياسة وقيادة الامم// ويطالب بأن تكون الموالاة موالاة بالفكر وارد عليه واقول اننا تعودنا ان تكون الموالاة هكذا..

اثارت بي هذه المقولة فكر المعارضة وفكر الموالاة شجوناً لحال نعيشه فأصحاب الفكر عادة هم اقرب للمعارضة منهم للموالاة وقادني شجوني الى معارضة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما بدأ دعوته للاسلام حيث كانت معارضة فكرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى لتغير واقع من التفكير الساذج واستبداله بفكر اسلامي رباني مستنير.

نجحت المعارضة في الاسلام واحكمت سيطرتها على كل شيء لانها جاءت بالفكر المبني على قواعد الشريعة الاسلامية التي لا تميز بين انسان واخر الا بالتقوى والعمل الصالح . اليست هذه مبادئ هامة للحياة وان من يتبناها يفوز.

وبالعودة للمعارضة والموالاة اقول لك يا عزيزي وائل ان المعارضة تبني مواقفها على الفكر في حين ان جانبا من الموالاة تعتمد في تفكيرها على مصالحها ومن هنا جاء الفرق وقد لا تكون المعارضة صادقة ولكن طروحاتها هي الصادقة وهي تلجأ للفكر لتحقيق مآربها ونحن لا نعرف صدقيتها الا بعد الاختبار ولكن الكثير من الموالاة مختبره ومجربة وبعض من يؤيدها قد يسعى لمصالحه وان لم يجدها لديها فانه سيبتعد عنها ويلجأ للمعارضة ومن هنا تكمن أهمية اللجوء للمعارضة لان الموالاة هي مصلحة ولا اعتقد ان المصالح تكفي لكثير من الناس.

اذا الموالاة مرتبطة بالمصالح والمنافع فانهم ينتقلون الى المعارضة ومن هنا اجدني قد اجيب على تساؤلك ايها العزيز بأن دائرة الموالاة الحقيقية قد اصبحت ضيقة وليس امام المعنيين لتوسيع دائرة الموالاة الا استخدام اساليب جديدة حتى لو بها تضحيات بموالين لا يهمهم الا مصالحهم واعتقد ان مصالح الوطن هي التي يجب ان تكون نصب عين الموالاة ان اريد لها ان تكون في خدمة الوطن والمواطن وعندها سنجد الغالبية هي موالاة بالفكر لأن الفكر الصحيح هو الطريق الامثل والحل المطلوب لمعالجة ما آلت اليه امورنا.


الدستور