لا ادري لماذا كل هذة السلبية تجاه مقال احتوى معلومات تنشر لاول مرة وغير معروفة لكثيرين حتى ممن يتابعون الشؤون العامة ، فموضوع التيارات الاسلامية في معان ليس جديداً وبالتأكيد يشهد تطورات وتبدلات بحكم الحراك الطبيعي لاي مجتمع.يجب ان لا ننسى ان الصحافية المحترفة رنا الصباغ كانت اول من كشف احداث معان عام 1989 ولولاها لما عرف العالم بما يحدث من مواجهات اندلعت بين قوات الامن والمواطنين واتت لنا بالديمقراطية وإن اصبحت هذه الايام حقوقاً منقوصة خاصة بعدما تهددت حرية التعبير والرأي فيما انسحب على المواقع الالكترونية مؤخراً.
وقد واجهت ما واجهت من اشرار جراء احداث عام 2002 في معان عندما كانت ترأس الصحيفة الوحيدة التي تابعت بموضوعية الاحداث و طردت من عملها رئيساً لتحرير صحيفة " الجوردان تايمز " اليومية اثر نشرها افتتاحية موقعة بأسمها دعت فيها الى التعامل مع مدينة معان وأهلها من منظور انساني مدني وليس من نظرة امنية بحتة ، لا تلتفت الى التنمية والظروف الاجتماعية للمدينة البعيدة عن المركز والاهتمام على السواء.
والصحافية الصباغ من عائلة اردنية جذورها في السلط ودرست في مدارس عمان ، وهي لامعة ومعروفة محلياً وعالمياً بالنزاهة والدقة والصدقية، لم تسع الى مواقع رسمية وإن كان بإمكانها ان تتبوأ اعلاها ، وعملت في مواقع صحافية بأدنى الرواتب وكانت على الدوام كما عرفتها منذ التحاقها في الجوردان تايمز قبل ربع قرن حريصة على سمعتها ومستواها المهني تسخر جل وقتها للمعرفة والتعلم ومتابعة عملها على مدار الساعة ، وهي الان لمن لا يعلم تدير مؤسسة عربية لتعليم الصحافة الاستقصائية شبه الغائبة عن صحافتنا.
رنا ليست بحاجة الى شهادة مني فعملها وسجلها من السبق الصحافي والجوائز التي نالتها والحظوة التي تتمتع بها في الاوساط العالمية كفيلتان بضمان صدق الصورة التي رسمتها لنا عن معان والاسلاميين وهي التي تكتب في "العرب اليوم"و "الحياة و"التايمز" وكانت من ابرز مؤسسي يومية "الغد" عام 2004.
وفي كل مرة كتبت عن معان كانت عين المحقق الباحث عن الحقيقة تسابق الزمن لكشف المستور فالمدينة بحاجة الى التفاتة تستحقها من كل الجهات ، ولايجوز ان نبقى نحلل ونجتهد في صناعة وبناء الخطط دون ان تكون هناك خطوات عملية يلمسها الناس فالبنية التحتية والمشاريع الخدمية لاتكفي وحدها فالمحافظة اضحت طاردة وخالية من اي عنصر اقتصادي بعد انفصال العقبة عنها ولولا وجود جامعة الحسين بن طلال واوامر وتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني الاخيرة لاقامة المدينة الاقتصادية التنموية ، فلا يوجد بها ما يستحق الذكر مع الاحترام الكامل لناسها.
معان المدينة والحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فيها قضية غضب كامن يجري التعبير عنه من حين لاخر دون مؤثرات خارجية في رأيي، والوقوف على مكنوناته لايأتي دون اتصال مباشر يتحسس اولاً لهموم ابنائها وارائهم فهذة التيارات لديها ما تقوله ولن يستطيع محافظ ان يتحسس قضايا كبيرة ولن تفي لقاءات الياقات البيضاء "المنشاة" الرسمية بالغرض .
..............................................................................
الكاتب صحافي اردني ، رئيس تحرير يومية "الغد" السابق.