ربيعنا (الأردني) الميمون : غيثٌ عميم وأمانٌ مقيم ..
ممدوح ابودلهوم
22-02-2012 02:22 AM
[ لله سبحانه ، ابتداء، المنّة والحمد أن أنعم علينا بهذا الغيث المغدق العميم ، ما يصطف كغيض رباني كريم من فيض آلائه جل شأنه والتي إن نعدها لا نحصيها ، إلى جانب آلاء أخرى ونعم موصولة نسأله عز مقامه ، أن نرفل بخيرها الثر المغني وأن تبقى إلى أبد أبيد في أردن عبدالله المجيد ، وحسبنا منها نمذجةً وتدليللاً إذ تقف المجسات الخاصة وكذا المقاييس المختلفة عن رصدها فضلا عن تعدادها أو حصرها ، فمن ذا بمكنته للتمثيل وإن شئتم للتدليل ، أن يوزن أو يقدر أو حتى يقيم ولو مثقال ذرة ، من نعمة الأمن وتوأمها الأمان الذي نرفل بأثيابه منذ زمن بعيد ؟!
لم تأت تقدمتي الشفيفة آنفاً فقط بغية ترطيب سخونة أجواء العنوان أعلاه ، وأيضاً ليس بالقطع بأن ما يتغيّاهُ اصطفافها الباسل ، هو من عنديات ذوبي العاطفي ككاتب وكمواطن معاً ، وذلكم فيما أجزم هو إحساس الأردنيين جميعاً ، لا بل هو من ذاك وذيّاك كما يقول نُحاة الضّاد ، على أن الخبر اليقين ولليوم فقط هو من عنديات قريني المشاغب (!) فحتى هو لله درّهُ من حيث تقديمه شهادة صدق نقيضة لم تكُ قبل اليوم من كتابه المارجي اللئيم (!) إذ لم يسوس في صدري كعادته بل همس في أذني مذكراً بخير هذه الآلاء العميم (!) والتي خص بها سبحانه أردن الهواشم وشعبه الحبيبين ، دوناً عن الأشقاء المتلظين بنار الربيع العربي الواصبة سياسياً إقتصادياً وإنسانياً بالتالي .
حسبنا من ذلك كله ، والقول لي ، ولو تأييداً فقط لقريني (اللطيف !) وللمثال لا الحصر ، الهبتان الربانيتان معاً : السماء غيثاً وثلجاً والأرض أمناً وأماناً ، لا بل كاد أن يصل الأمر بقريني المستنيم اليوم للفرح المطري وضيفه الأبيض ، أن يخطف من على لساني القول التالي: ويحكم أيها الرافضين المدللين أبآلاء الله على أردن الحشد والرباط الهاشمي العظيم تكذبون ؟!
ما أود قوله ولا مكان هاهُنا لشيطان التفاصيل ، هو أن ما أجده في تقاطعات هذه الغيرة على هذا البلد الطيب الذي طالما وسع كل الطيبين ، وهي بالمناسبة تقاطعات تسمح ولو لباسل نواياها بفوضى التدبيج الجميلة ، وأعني تبادل الأدوار ما بين التقدمة والمتن في هذا المقال الناعم بغير تقييم !، لا بل أجدني عجوزاً ، الساعةَ ، حيرةً وسناً – وقد أورق لدي شجر الستين ، أمام غير جدلية في شتى الأحاسيس ، وحسبي من ذلك جدلية العلاقة بين هذه الغيرة وبين هذا الاعتراف الشفيف ، بالنعمتين معاً : الأمان والغيث الذي اصطحب معه ضيفنا الأبيض يعتلي الهضاب ويكسوا السهوب .
يبقى سؤال المليار ، اختصاراًَ ، وهو أليس من الواجب علينا إذن ، ونحن نرتع اليوم في بلدنا الغالي بكل هذا الخير الرباني المغدق العميم ، أن نحمد الله سبحانه على موصول نعمائه وعظيم آلائه غيثاً وثلجاً وأمناً وأماناً ، بأن نعطي الوطن والقائد وجنده الميامين من الغيارى المخلصين ، الفرصة والوقت الضرورين اللازمين للخروج من عنق هذه الأزمة ، التي لم تصل بحمد الله ومن ثم بحكمة عبدالله إلى درجة الدايلما حد المستحيل ، وذلك في إيهاب الصبر وهو ثاني ما سألنا الباري سبحانه في محكم تنزيله : ( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) ، الصبر أجل الذي يرى فيه فلاحنا الأردني بأن : ( الصبر زين و مقظاته ثنتين تاخوذ جزيل المعروف وتنول الحق وافي ) ..
وبالمناسبة ، خلوصاً ، فإن آخر ما حرر بشأن هاتين ( المقظاتين!) ، والذي أراه النمذجة المطابقة المثلى بامتياز على التحلّي بفضيلتي الآية الكريمة أعلاه ، وأعني مباشرةً المثال الطازج على الساحة الأردنية المتعلق بإضراب المعلمين ، إذ انتهت أخيراً وبحمد الله معركة كسر العظم بين الحكومة والمعلمين ، فالمعلمون وبواسطة النواب قد (حصلوا) على الحق أي حقهم في العلاوة كاملةً سالمةً من أذى عقابيل الإضراب ، أما الحكومة وتنفيذاً للرغبة الملكية السامية فقد (حصدت) المعروف حواراً وصبراً وطنيين بامتياز ، ناهيك بها ممتطيةً جياد الحكمة والحنكة قد استعادت وبلا منازع ، بحسمها معركة المعلمين بشفافية ومسؤولية باسلتين ، الولاية العامة للدولة الأردنية بعد غياب مدانٍ لأسباب مدانة هي أيضاً فضلاً عن رضى الشعب والمليك الحبيبين ..]
Abudalhoum_m@yahoo.com