لن ادخل في تفاصيل النفاق الذي يتخذه كثير من الكتاب مدخلا لتبرير غاية في نفس يعقوب ولن اهتف الان واقول انني احب جلالة الملك والاسرة الهاشمية- لان هذا الحب وهذا الولاء من البديهيات التي لاتحتاج الى تاويل- وعليه فان كثرة التكرار يفقد الاشياء معانيها الجميلة لكنني سانطلق من شواهد ماثلة للعيان وطالما شددت القيادة على تلافيها ومعالجتها كي تسير حياة المواطن بكل يسر وسهوله بيد ان المخفي اعظم والمستور مخيف وينذر بشؤم يحتاج الى معالجة تقوم على دراسة وليس جراحة عاجلة تنتهي بماساة. ولتكن البداية من التواصل بين المواطن والمسؤول الذي وجد بالاساس لحل مشكلة المواطن وتصريف امورة اقولها وبكل اسف ان اغلب قنوات الاتصال بين المواطن والمسؤول مغلقة سواء كان هذا المسؤول من اصحاب المعالي او العطوفة او السعادة وان خط الدفاع الاول عن هولاء الاشخاص هي السكرتيرة او مدير المكتب هولاء بمقدورهم ان يخلقوا للمسؤول اجتماعا او سفرا او غيابا خارج الدائرة يتمخض عنه صرف المواطن بشكل دوري واعتقد ان المعرفة والمحسوبية التي بتنا نمقتها ونمقت اهلها لازالت هي الحل الوحيد لربط مواطن محظوظ باحد هولاء المسؤولين مايخلق حالة من السخط لدى المواطن البسيط الذي تتعطل مصالحة جراء هذا الاسلوب الرخيص.
الامر الاخر الذي لايجب السكوت عنه بؤر الفقر المنشرة في كثير من المحافظات هذه البؤر اوكلت لصندوق المعونة الوطنية والتنمية الاجتماعية التي تعتمد في مصادرها على المسوحات الميدانية التي يقوم بها عدد من الموظفين التابعين للتنمية الاجتماعية وهولاء الاشخاص بكل اسف سواء بقصد او بغير قصد اصبحوا يقطعوا ويصلوا بمزاجية لاتستنذ الى تعريف واضح للحالة التي يجب ان تاخذ من التنمية الاجتماعية فعلى سبيل المثال لاالحصر هناك اشخاص اصحاب ملكيات ولديهم ابناء في السلك الحكومي والعسكري ياخذون نصيبا من المعونة وهناك اشخاص جلدتهم سياط الشمس وزحف الزمهرير الى اجسامهم من كل الجهات ومع ذلك حرموا وعند التدقيق في الامور فان اول ماتواجه به ان الصورةمغلوطه حتى اذا قربتها من عين المسؤول وصدمته بالواقع يعترف لك من فوق الحنجرة- ربما ان خطا ما قد حصل- وانه سيتابع القضية التي تطوى في ادراج الزمن الى اجل غير مسمى.
اما الاخطر من ذلك فهي قضية تحتاج الى حل ناجع وسريع تتمثل بتغلغل العمالة الوافدة في انسجة المجتمع الاردني فهناك امكنة تجد كل الباعة في الحوانيت التجاريه والمطاعم وبعض محلات النفوتيه والانشاءات ومحال الحلويات وحراسة المنازل والمزارع والبسطات سواء كانت بسطات خضار او ملابس من الوافدين علاوة على المضاربات التي يقوم بها الوافدون داخل اسواق الخضار والفواكة او من خلال استئجار الارض الزراعية وفلاحتها وتشغيل بعض الايدي العاملة الاردنية فيها وبيع المحصول بسعر اقل مايشكل ضربة للمزارع الاردني والسبب كل السبب ان بعض اصحاب الملكيات الذين تملكوها بالشراء من اصحابها الاصليين وهم بالمناسبة ليسوا من ابناء الاغوار يقومون بتضمين هذه الوحدات للوافدين دون ان يضعوا المصلحة الوطنية بعين الاعتبار.
ولا تقل هذه القضية خطورة عن قضية المتنفذين داخل المجتمع فهناك شخصيات فاسدة لكن بكل اسف تجد من يصفق لها ويتخذ منها معينا للكثير من القضايا التي تمس حياة المواطن العادي فعلى سبيل المثال لو ان احد المواطنين له معاملة في دائرة معينة وان هذا لمواطن ليس صاحب حق ثم لجا الى احد المتنفذين فان اموره تسير بكل يسر في حين يعود صاحب الحق بخفي حنين لانه كما يقولون ليس له ظهرا وهذه من المعيقات التي تقف في طريق التنمية وتخلق حالة من السخط لدى المواطن البسيط.
اما مايشغل البال هذه الايام فيتمثل بالامور التالية:
- قضية التجنيس ,هذه القضية وبكل صدق وصراحة تحدث خللا وارتجاجا في قشرة دماغ الانسان الاردني هو بالدرجة الاولى يريد ان يعرف لماذا الجنسية الاردنية رخيصة الى هذا القدر لماذا تعطى للوافد والمقيم بطريقة لاتوحي انها جنسية محترمة فهناك عراقيون تجنسوا وجنسوا اسرهم لمجرد ان لهم بعض الاستثمارات في الاردن والسؤال هل الاستثمار في فرنسا او بريطانيا يمنحني الجنسية؟ ثم ان كثيرا من الجاليات العربية الذين قدموا للاردن اصبحوا يتفننون باهانة الاردني علانية لقد سمعت احدهم يقول ذات مرة ان الشعب الاردني رخيص وانه يشترى ويباع بتراب الفلوس.
- الاندفاع غير المسبوق للمرضى الليبيين والنازحين السوريين للملكة ومدى الضغط الذي يخلفه هذا النزوح على حياة المواطن الاردني فقد اصبح من الصعب عليه ان يجد بيتا محترما يسكنه علاوة على تضاعف اسعار السلع والمواد التموينيه ماجعل من الشعب الاردني جالية اردنية تعيش في الاردن.
- قضية الاعتصامات غير المبررة وارتفاع سقف مطالبات الجهات المعتصمة مع ان وضعنا في الاردن لايحتمل كل هذا التجييش الاسبوعي لجهات تنادي بالاصلاح مع انها لم تكلف خاطرها باعطاء الوقت للجهات صاحبة الاختصاص بتنفيذ عمليات الاصلاح ولم تعطها الفرصة الكافية للقيام بذلك علاوة على اشغال رجال الامن وعدم منحهم الوقت الكافي للجلوس مع اسرهم.
- العزف على وتر غلاء المعيشة الذي له ارتباط بكثرة النزوح نحو الاردن كما اسلفت وكثرة الذين يطالبون بتحسين احوالهم المعيشية علاوة على اخرين يطالبون تثبيتهم في وظائف دائمة واخرون يسعون لتحقيق بعض المكاسب الوظيفية وكان الاردن اصبح بين عشية وضحها البلد الذي يدر لبنا وعسلا وتتجمع فيه كل سيولة الدنيا وذهب العالم والانكا من ذلك ان الغالبية العظمى منهم تعرف (القدر والغطاء) وتعرف اننا نعاني من شح الامكانيات ومع ذلك هم يصرون على المطالب.
ان غياب دور الدولة هو الدافع الحقيقي لكل هذا الفلتان الذي يضر بالاردن ومصلحة الاردن قيادة وحكومة وشعبا والمطلوب اعادة الامور الى نصابها وعلى الشعب الاردني ان يكون اكبر من كل الفتن والمؤمرات وان يقتنع بالقليل الدائم ولا يلهث وراء الغزير المنقطع كما ان على الجميع ان يدركوا ان استبدال الحكومات بشكل دوري ليس لمصلحتنا وان الامور قد(زاطت)ولم يبق امام سيدنا سوى حل واحد وهو ان يجلب لنا رئيس حكومة من احدى الدول الصديقة فربما يعجبنا ذلك ونكف عن جلد انفسنا وجلد رؤساء الحكومات الذين لم يلحقوا التقاط انفاسهم, ففي عهد حكومة البخيت الاولى طالبنا باسقاط الحكومة وكذلك الحال مع حكومة الرفاعي وحكومة البخيت الثانية وحكومة الرئيس عون الخصاونة فالى متى هذه الفوضى وما الهدف والغاية منها . لقد اصبح الطالب يتظاهر ضد المعلم والمعلم ضد المدير والمدير ضد مدير التربية والتاجر ضد رفع الاجرة والنجار ضد رفع سعر الخشب اعتقد ان الزمن اصبح متاحا للنساء كي يتظاهرن لاسقاط ازواجهن ,لم يبق شي لم نعتصم من اجله والسبب كل السبب الفراغ في حياة الكثير من الشباب والدولة معنية بهذه النقطة والعلاج الناجع باعادة خدمة العلم فورا وبالشكل والطريقة التي كانت عليها. علاوة على تشكيل مجلس اعلى من كل الفعاليات للوقوف على الاحتياجات المطلوبة ودراستها بتان وتنفيذ العاجل منها وترك الاخرى لوقت اخر بحيث تحل كل المشاكل بطريقة دورية واعتبار رفع شعار اسقاط الحكومة اعتداء على هيبة الدولة الاردنية وجريمة توجب القصاص.