لست ادري مدى صدق وواقعية قصه ذلك الجاسوس الذي اصبح في مركز حساس في إحدى الدول , وكان دورة فقط أن لا يضع الرجل المناسب بالمكان المناسب ,و الذي كان كفيلا بان يؤدي إلى تخلف تلك البلد و ترهله وتفككه ,ومن ثم هزيمته والانتصار علية بسهوله .نحن جميعا نعترف بتغلغل الفساد بيننا , بأخطر أشكاله ودوائره المغلقة ,على فئة من الناس بأدواته المشهورة من المحسوبية والواسطة والشللية , تلك الدوائر التي ترتبط فيما بينها بالمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة وتتعمق علاقاتهم في بعض الأحيان فيرتبطون بعلاقات النسب عن طريق زواج المصلحة , هؤلاء الفاسدين وبما يملكون من نفوذ وعلاقات واسعة , و عندما يجدون موقعا شاغرا مهما في أجهزة الدولة, يسقطون عليه بالباراشوت أحد محسوبيهم أو أبناءهم أو انسبائهم , ليصبح مسؤولا , بغض النظر عن خبرته أو عمرة أو حتى تحصيله العلمي أو تخصصه وهل يتناسب مع الوظيفة المزمع اشتغالها .
وحتى يثبت هذا الشخص المعين بهذا الأسلوب انه وحيد عصرة وانه عبقري زمانه وانه المنقذ لتلك الدائرة وإنه آهل لتحمل المسؤولية في هذا الموقع فأنه يتصرف بتلك الدائرة أو المؤسسة التي يترأسها وكأنها ملكيه خاصة أو إقطاع شخصي لحضرته أو دوقيه خاصة بسيادته منحت له فتكون له اليد الطولى بها يسرح ويمرح بها كيفما يشاء,وأول ما يقوم به هو ترتيب مكتبه الخاص من سكرتاريا وأثاث ومن ثم محاولة تغيير سيارة المسؤول السابق و شراء سيارة جديده تليق به( أحدهم طلب سيارة لونها بحري !!!!) ثم نجدة يبدأ فورا بانتقاد عمل الدائرة والمد راء السابقين وطريقه عملهم وكونه المنقذ الأعظم , فيقوم بإجراء تغيرات جذريه في هيكليه الدائرة وأسلوب وطريقه عملها, ويجري تنقلات شاملة لكل الكوادر بحيث لا يبقي أحد في موقعه , بحيث يصبح الكل مثله تماما لا يعرف عملة وعلية التعلم من جديد ( كلنا بالهوى سوى ... وما فيه حدا احسن من حدا ) ويبدأ بأبعاد كل من كان له علاقة بالمدير السابق من موقعة , ويصنع له حاشيه جديدة ومستشارين جدد , وبعد أن يستقر به المقام يقوم بتقريب الموالين له, وخصوصا فئة الفاسدين والمتملقين الذين يشيدون بعبقرية سيادته ,أما من يحاولون أن يبدون آراؤهم أو من يخالفونه الرأي أو يختلف معهم بخلاف شخصي أو الذين يحس بأنهم يشكلون خطرا علية في تلك المؤسسة فيقوم بإبعادهم أما بإحالتهم على الاستيداع أو التقاعد أو التجميد بغض النظر عن الكفاءة والمقدرة والمصلحة العامة من وجهه ومن طريقه , واعتقد أن هذا ربما يكون السبب الرئيسي لإقصاءالبعض , في دوائر الدولة المختلفة , ذنبهم الوحيد انهم رفعوا صوتهم وقالوا كلمه حق عند سلطان جائر, فبدأ المسؤول بتصيد أخطاؤهم إن وجدت , فينطبق عليهم القول(وعين الرضا عن كل عيب كليله ......ولكن عين السوء تبدي المساوئ)
وهذا يفسر سبب تفاقم الفساد بيننا , عندما يتكرر على تلك الدائرة مسؤولين على شاكلة صاحبنا , بحيث تنهار تلك الدوائر ويصيبها الفساد و الترهل الإداري والمالي , ويجيب أيضا على سؤال كيف أن الكفاءات الأردنية المهاجرة , عندما تجد الفرصة المناسبة والمناخ المناسب, في مكان آخر تبدع وتتميز .
فلست ادري ماهي الضوابط التي يمكن أن توضع أو تشرع أو تسن و التي تمنع أي مسؤول عندما يعين في منصب حكومي عام بالتفرد والتحكم والتسلط والتخريب والعبث بمصالح البلاد والعباد , بهذا الأسلوب الذي اصبح مكشوفا ومعروفا وواضحا ؟؟؟؟؟ فمن يستطيع أن يجيب؟؟؟؟