إن الأصل بالأردن هو بلد زراعي قبل أن يكون بلدا صناعيا، وأصبحت مناطق التصحر تغزو المنطقة وتقل الرقعة الزراعية، فلابد من إجراءات مهمة يجري اتخاذها لتحسين أحوال المزارعين وصولا إلى مشارف الاكتفاء الذاتي في المواد الغذائية الأساسية والثروة الحيوانية.
يجب على الأردن أن يلحق بركب الثورة الخضراء الثانية في العديد من بلدان العالم، وهي ثورة بدأت منذ التسعينات من القرن الماضي، حيث دقت أجراس تحذر نهاية زمن المواد الغذائية الرخيصة، ودعا الخبراء إلى ضرورة الاهتمام الجاد بأحياء الثورة الزراعية، باعتبارها السبيل الوحيد لتوفير المواد الغذائية الأساسية للمواطنين ومن الجدير بالذكر أن ما يطلق عليه الخبراء بالثورة الزراعية الأولى، قد بدأت في عقدي الستينات والسبعينات من القرن العشرين، وأسفرت عن زيادة ملحوظة في المواد الغذائية.
وأدت هذه الثورة الزراعية إلى انخفاض أسعار المواد الغذائية وبدأ ما يطلق عليه زمن المواد الغذائية الرخيصة. وبالرغم من أن مساحة الرقعة الزراعية في العالم لم تزد إلا بنسبة 12% خلال الأعوام الخمسين الماضية، إلا أن الإنتاج العالمي من قطاع الزراعة زاد بنسبة 150%، بما يوضح التقدم التقني الكبير الذي طرأ على الأنماط الزراعية.
لابد من دراسة إيجاد مصادر للمياه من الآبار الأرتوازية، أو تحلية مياه البحر الأحمر – البحر الميت، للاستفادة القصوى من مياه الشرب ومياه الري، حتى يصبح وادي الأردن سله غذائنا، بالإضافة للأماكن الممكن استصلاحها للزراعة.
والجدير بالذكر ان التركيز على ما تحتاجه الزراعة من اسمدة وعلاجات لهو مطلب اساسي, ولما كانت المواد الخام متوفرة في بلادنا فما علينا الا الاهتمام بالصناعات الناتجة من موادنا الخام والتي لدينا منها الكمية والنوعية لانتاج الاسمدة الوسيطة والاسمدة النهائية, والاستفادة ايضا من الصناعات الاخرى من مادة الفوسفات والبوتاس, وبما ان الاردن لا يوجد به بترول لغاية الان وانما هو غني بالفوسفات والبوتاس واليورانيوم والصخر الزيتي, فان احسنا استخدامه وتسويق انتاجه ,فانه سيدر علينا الربح الوفير ويرفد موازناتنا ويعتبر دخلا دائما لنا.
وبهذا لابد للتنسيق بين وزارة الزراعة ووزارة المياه بالري والمصادر الطبيعية سواء بضمهم معا أو العمل ضمن خطة متكاملة.
كما يجب تشجيع مراكز البحوث العلمية الزراعية في الجامعات والوزارات المختلفة وزيادة مخصصاتهم لإيجاد الحلول الناجعة، لزيادة الرقعة الزراعية، والنصح والإرشاد لزراعة المواد الأساسية، التي يحتاجها الإنسان، لتخفيف الفقر وسد جيوبه، وخاصة أن الأمر مرتبط بحياة وبقاء الإنسان الحالي بالإضافة للعمل لمستقبل الأجيال القادمة.
Dr.sami.alrashid@gmail.com