يعقد مسؤولون من مختلف المستويات في الحكم الكثير من الاجتماعات مع آخرين من اوساط شعبية, حزبية أو نقابية أو نيابية وغيرها.
الملاحظ أن أغلب حضور تلك الاجتماعات يخرجون منها مبتهجين, ويعبرون عن ذلك بالطرق المناسبة. والملاحظ كذلك أنه بعد انقضاء زمن على كل اجتماع, يعود الحضور الى شكواهم فيحصل اجتماع آخر مماثل تماماً يخرجون منه مبتهجين, وهكذا.
لماذا يبتهج المجتمعون?
يحدث ان الواحد منا قد يزور الطبيب وهو يشكو من الألم, فيقوم الطبيب بإجراء الكشف السريري اللازم ويطرح بعض الأسئلة, وبمجرد أن ينزل المريض عن السرير, فإنك لو سألته عن حاله فإنه سيقول لك أنه "أحسن والحمد لله", مع أنه لا يكون لغاية هذه اللحظة قد تلقى أي علاج, وكل ما جرى له هو مجرد أسئلة مترافقة مع بعض الحركات من يد الطبيب تتضمن العبث ببطنه وصدره وظهره وإضاءة كشاف في حلقه وأذنيه وانفه, وهي حركات لو قمت أنت وأجريتها له لاعتبر ذلك استفزازاً له وتشكيكاً بشكواه, بينما يكون لنفس هذه الحركات وقع السحر عندما يقوم بها الطبيب.
أصحاب الدعوة للاجتماعات ذات النهاية السعيدة, يجرون الكشف اللازم ويقومون بالحركات المطلوبة بينما يكون المجتمعون في حالة استرخاء, وعند نهاية الاجتماع تجدهم مبتهجين.
الفرق الرئيسي هو أن الطبيب يُتبع اجراءاته وحركاته بوصفة طبية يتحمل مسؤوليتها ومسؤولية وجودها في السوق, ويكون من واجبه ايجاد البديل عند الضرورة, بينما يندر أن تخرج تلك الاجتماعات بوصفة قابلة للصرف.
ahmadabukhalil@hotmail.com
العرب اليوم