طوبى للمعلم الذي يعلم ويربي ويثقف ويهذب ويوجه, ويدعوا للخير ويسهل ويقدم الأساليب والأنشطة اللازمة لنجاح طلبته, ويقدمه لطلبته بقالب المحبة والانتماء الحقيقي والرقي للمهنة, وبروابط الأسرة التربوية المجتمعية الحقيقية .
للمعلم القدوة أينما كان وأينما حل كل أنواع الاحترام والتقدير ,فهو حامل للخير والأمل للمستقبل الوطن, ولطلبته وأبناءه دوما , وبيده تحقيق التطلعات الوطنية والاجتماعية والاقتصادية الوطنية ,والتي تكون معقودة بكل الأحوال على إنتاج المعلم ومخرجاته, ذات الخصوصية المميزة والتي ترقى لأمل وطموح تحقيق الانجاز المرغوب والهدف المأمول .
لهذا كله حق على الإنسان العادي والمواطن يسأل كيف يحقق المعلم رسالته, وكيف يربطها بقيم تربوية في كل الظروف والأحوال , وخصوصا هذه الأوقات التي يمر بها مجتمعنا الأردني حيث يطالب المعلم بتحسين الأوضاع والظروف لمهنته, ولا ضير بالمطالبة وتحقيق تحسين وضع المهنة , ولكن دون إيقاع الضرر بأبنائنا الطلبة أو بمجتمعنا او بوطننا الذي ننتمي ونحب جميعا .
وللمعلم الكثير من الحلول يستطيع أن يعبر بها عن مطالبه ورغبته بتحسين أوضاعة, وكوني معلمة أولا وأخيرا واحمل هم المعلم استطيع أن أقول ان للمعلم خصوصية معينة تليق به وتشكل عليه عبء أن يكون تعبيره مميزا, ولا يشبه أي احد ولا يجوز له أن يكون مثل الآخرين بالتعبير مهما كان هذا التعبير فالاعتصام بهذا الشكل لا يليق به لأنه صاحب الرسالة وصاحب المهنة المميزة , وينظر إليه على انه قدوة للجميع والكل يحاول الوصول لفكر هذا المعلم ومهاراته بالتعبير!!! فكم من الآخرين يتمنون أن يستطيعوا التعبير عما يجول بفكرهم كما هو المعلم بغرفة الصف !!!! لذا فهو الأقدر على التعبير وهو من يعلم ذلك , ولذا فاختيار الاعتصام خيار غير مقبول منه !!! .
وهناك بعض الحلول والمقترحات لتعبير المعلم عن مطالبه أذا اتفقنا أولا أن هذه المطالبات يجب أن تكون مختلفة ومميزة وتليق به, ولن يغلب الوسيلة لأنه من يعلم الوسائل , وقبل كل شيء علينا أن نتفق أن المعلم لا يحق له ترك الطلبة بلا تدريس ولا تعليم ولا لأي سبب كان, ومهما كانت الفوائد فقيمة وجود المعلم مع طلبته هي الأولى وهى الأفيد ولا تقدر بأي ثمن , وان كان لا بد من وجود اعتصام معين فلماذا لا نفكر بطرق تميز المعلم عن غيره ؟؟؟ وان يكون هناك برنامج لإدارة الموقف وعدم الخسارة التي ممكن أن نحصل عليها بترك الأبناء بلا توجيه وبلا تعليم ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقبل ونتقبل وجود الطلبة إلا بحرم المدرسة وداخل الغرف التعليمية .
وهناك بعض الطرق والأساليب التي يستطيع المعلم بها أن يعبر عن أرائه وبدون أن يؤذى أو يسئ لمن يحب وينتمي :-
لذا فلماذا لا يتم وضع برنامج طارئ لمثل هذه الأحوال وهذه الظروف بحيث يراعي عدم ترك الطلبة بلا تدريس وسأذكر جزاءا بسيطا من الأفكار التي قد تسهم بالحل :-
• إن كان لا بد من التعبير بواسطة الاعتصام فلماذا لا يتم اختيار عدد من المعلمين يقومون بالنيابة عن الآخرين ليحملوا مطالب الآخرين ويقدموها هم للمسئولين , دون أن يؤثر غيابهم على سير العملية التربوية ويعطوا هؤلاء فرصة للتعبير وبمعرفة وتنسيق الإدارة وبتناوب ما بين التخصصات المختلفة كي لا تؤثر على سير إعطاء المنهاج , ولفترة معينة فقط ولا يجوز الاستمرار بهذا الموقف لأنه غير مناسب لخصوصية التعليم .
• يتم اختيار معلم واحد ممثل عن المحافظة أو المنطقة أو القضاء أو المدرسة ينوب عن الآخرين ويحمل مطالبهم .
• تفعيل برامج الإدارة الطلابية في إدارة جزء من مهام المدرسة, ومنها قد نحقق شيء طالما حلمنا به هو إيجاد الطالب القائد . وهنا يقدم تنسيقا مع الإدارة ومع المعلمين كي يتم تغطية غياب المعلم عن مدرسته بطرق تربوية وتفعيل برامج موجودة لإدارة الأزمات .
• تفعيل مشاريع صغيرة داخل غرفة الصف مثل " المعلم الصغير " تعليم القرين " من الطلبة أنفسهم وبمواقف معينة وبحاله غياب احد المعلمين ولا يجوز أن يغيب نفس المعلم عن طلبته إلا لفترة وجيزة جدا , وبتنسيق مع احد البرامج المدرسية لتفعيلها وسد الحاجة اللازمة للحصص وبالظروف الطارئة فقط .
• تفعيل برامج الطلبة من" كشاف ومرشدين " لسد حاجة التنظيم والترتيب والانضباط للنظام وعدم غياب الطلبة والتفاعل مع برامج مدرسية مختلفة مثل خدمات المجتمع (البلدية والمسجد و ... ) وممكن أن يرتب لزيارة للمسجد مع مرافقة معلم وحضور درس ديني اجتماعي داخل المسجد من الإمام, أو إحضار احد المختصين لإدارة ندوة أو ورشة عمل .
• ضم بعض الطلبة وتجميعهم في صفوف متشابهه الأفكار والأعمار, للعمل معا ببرامج وبمواضيع أنشطة رياضية و فنية وموسيقية , وعمل مجموعات طلابية كبيرة تضمهم وتربطهم بنشاط مدرسي مميز, والإعداد لبرامج تربوية وتعليمية مثل برنامج حفل مدرسي , وطني, ديني ,أواجتماعي .
• دعوة بعض الإباء والأمهات من القادرين على التواصل مع المدرسة والطلبة وعمل ورش عمل مختلفة المواضيع والشعارات وخلق أجواء نشاطيه داخل كل مدرسة تليق بالطلبة والمجتمع المحلي وبالوطن تتناسب معهم ورفع شعار نعمل معا ونصل معا .
• تفعيل دور الطلبة المتفوقين في تخصصات تعليمية ومنهجية أو أنشطة ثقافية وربطهم معا , وهنا يتم استثمار برامج تدريب المعلمين على إيجاد بيئة تربوية تتناسب وقدراتهم وإعطائهم فرصة التعبير وإيجاد أنفسهم بان يكونوا قادة صغار حاليا وكبار بالمستقبل بالانخراط بمشروع "المعلم الصغير" والتحضير له مسبقا بحيث يعطى كل طالب دورا ما , في شرح وتقديم فكرة معينه .
أتمنى أن يكون هذا جزءا بسيطا من الاستراتيجيات المطروحة وهناك غيرها الكثير ,اتركها للمعلم المتميز والذي يحب طلابه لأنه لن يغلب الوسيلة بالتنسيق مع طلبته قبل مغادرة المدرسة لأي سبب كان حتى ولو كان إلى الاعتصام كما يسمى !!! وعليه أن يذكر لطلبته انه ذاهب للمشاركة بعمل وانه رتب مع الإدارة لذلك الأمر مسبقا كي لا تترك الغرف الصفية بلا تنسيق , ولا تترك أثرا بنفوس الطلبة ما يشوه صورة المعلم وكي نبقى التواصل مع الإباء والأمهات مميزا وراقيا , ولا تترك الا الايجابية بنفوسهم جميعا , ويبقى المعلم قدوة ورمز وطني كبير يفخر به الجميع ويتمنى الوصول إلى مستواه الفكري والعقلي الكثيرين .
كل الأمنيات للوطن ولجميع الأبناء بالخير وان يتحلى المعلم بالحكمة والرؤية والصبر , وقضيته أصبحت واضحة والحكومة اعترفت بها لذا فلا داعي لان يستمر المعلم إلا بما تعودنا منه عليه من العطاء وبذل الجهد المميز مع طلبته ولوطنه الذي ينتمي له ويعتز به وبوجوده , وان تقوم الحكومة بدعم مطالب المعلم وتحقيق العدالة له ومطلوب رفع الامتيازات لأصحاب الخبرة والشهادات العلمية, مقارنه بموظفي الدولة في القطاعات الأخرى المدنية والعسكرية .
واكرر نيابة عن نفسي وعن وطني " قم للمعلم وفه التبجيلا .... كاد المعلم أن يكون رسولا " و أقول " الله اكبر يا وطن ما أجملك " وأذكر الجميع بان جلالة الملك القائد أمر بان يتحقق امن اجتماعي ووظيفي كامل للمعلم , ولم يبقى إلا التنفيذ السريع من الحكومة لتوجيهات جلالته نحو المعلم ومطالبه .
والأمل كبير ومعقود بكل معلم ومعلمة, فهم رمز العطاء والخير الكثير , ولا تتركوا مجال للمزايدة عليكم فالأمل بالعودة لطلبتكم ولمهنتكم النبيلة سيكون بقرار حكيم منكم انتم وفورا بمشيئة الله ورعايته .
*مديرة نادي معلمي عجلون