عرف الاردنيون (الدقر) منذ الجد الاول وهم لا زالوا عليه حتى يومنا هذا..
يعتقد ان (الدقر) موجود اصلا في الجينات الوراثية للاردنيين والدليل على ذلك انه من المستحيل ان تجد مواطنا اردنيا لم (يداقر) احدا في حياته.
توصل الباحثون مؤخرا الى ان تعريف (الدقر) في الاردن وهو: (يا انا.. يا هو).. وكما هو ملاحظ من هذا التعريف ان لا مجال لاهل الخير او غيرهم بالتدخل بين (انا) و(هو) كون التعريف جاء واضحا وصريحا وحدد علاقة (الدقر) في الاردن بين طرفين اثنين لا ثالث لهما ولم يدع مجالا للاجتهاد!
ظهر (الدقر) في الاردن على عدة اوجه تم فيها مراعاة التطور الاجتماعي والاقتصادي لمختلف نواحي الحياة في الاردن..
فمن الناحية الاجتماعية: قديما كان الرجل الذي يريد (مداقرة) زوجته بكل بساطة بتزوج عليها.. اما اليوم اذا ما اراد (مداقرتها) فلا يقوم الا بسحب جهاز (الخلوي) منها.. وفي كلتا الحالتين ورغم الاختلاف في فداحة (الخسائر) الا ان كلاهما شعر بنفس طعم (المرارة) وتلك (ميزة) تحسب (للدقر) كونه يؤدي المطلوب بغض النظر عن (الوسيلة) ان كانت مجحفة أم لا.. ومن أسوأ اوجه (الدقر) الاجتماعي.. هو (المداقرة) بعدد (الاولاد) لان هذا النوع يحتاج اولا لطولة بال طويلة, ومن ثم لمجهود بدني عال, وكذلك لا يوجد له وقت زمني محدد له فقد تمتد فترة (المداقرة) لعشرات السنين ولا زال الباب مفتوحا لمزيد من (الدقر)...
من الناحية الاقتصادية: تجاوزت خسائر الاردنيين (المليارات) نتيجة (مداقرتهم ) لبعضهم بعضا.. ففي البدايات منهم من باع ارضا ببضعة دنانير لامتلاك (بابور).. كون (البابور) في ذلك الوقت هو الشيء الوحيد الذي كان من الممكن عند امتلاكه ان يوجه ضربة قاصمة لكل المتعاملين في بورصة (الدقر).. ثم بعد ذلك منهم من باع ارضا ببضعة مئات من الدنانير لامتلاك تلفزيون (ابيض واسود).. وقد تسبب (التلفزيون) بذلك الوقت بأن اشعل فتيل (المداقرة) بحيث بيعت جبال بأكملها في سبيل امتلاكه.. لاحقا اصبح البيع (بالالاف) وذلك لامتلاك سيارة.. واصبحت دول مثل المانيا وكوريا واليابان لها علاقات اقتصادية مميزة مع الاردن.. كون (الدقر) في الاردن انحصر في الفترة الاخيرة في انواع السيارات واشكالها وكان مطلوبا من هذه الدول ان تقدم صناعات مميزة تلبي حاجات الاردنيين المتسارعة في امتلاكها.. كون (الدقر) اصبح يواكب التطور ولم يعد يجدي نفعا ان تركب (بكب) من باب (الدقر)!
ومن اسوأ اوجه (الدقر) الاقتصادي هو (الدقر) بعدد (المناسف).. لان كل عام يختلف عن العام الذي سبقه بزيادة طن (لحم) على الاقل.. ما قد يشكل تهديدا حقيقيا للثروة الحيوانية في الاردن!
تاريخنا في (الدقر) معروف وفي جميع الاحوال لا بد من وجود طرف (خاسر)..
ازمة المعلمين مع الحكومة هي ازمة (دقر) بامتياز.. فالحلول موجودة من قبل الطرفين لكن لا يوجد من يبادر بقبولها!
فلا داعي اذا للحديث في هذا الموضوع, فالمسألة واضحة للجميع (يا انا.. يا هو).. وما على الطلاب سوى الانتظار فلا بد للدقر ان ينتهي ولا بد للإضراب ان ينكسر!
العرب اليوم