لعلنا نتحسر على الأيام الخوالي , أيام السبعينيات والثمانينيات حينما كنا نقضي اليوم كاملاً أمام شاشة التلفزيون الاردني لستمتع بما كانت تعرضه . برامج ومسلسلات بل ودعيات تجاريه مختلفة عمّا يقدّم اليوم من برامج مبتذلة هزيلة ودعايات سيطر عليها العم غافل الذي مللنا طلّته وكلامه . ما حصل لشاشتنا الوطنيه من تراجع في الاداء والحضور يجب ان يُدرس من قبل المختصين للوقوف على اسباب هذا التدني في المستوى مقارنة مع شاشات اخرى كنّا فيما مضى نتفوق عليها في كل شئ , والاَن أصبحت تحتل الفضاء في ما تقدمه من أعمال درامية يُشهد لها بالنجاح والاستمرار . لقد كان تلفازنا سابقاً المصدر الأول لكل ماهو جيد بل وممتاز سواء في الاعمال الدرامية أو التقارير الاخبارية بل وحتى البرامج الرياضية , مع أن ثورة التكنولوجيا لم تصل ذروتها ذلك الوقت الاّ أن ما كان يقدم لا يقارن بما تقدمه الشاشة الان في عصر الانترنت وسهولة الحصول على الخبر لحظة وقوعه ومصوّراً , يبدو أن شاشتنا تسير بعكس التيار فبدلاً من ان يخدمها التطور الحاصل ويجعلها محط الأنظار لخبرتها وكفائتها وكفاءة من يعمل فيها لتتطور وتتقدم وتنافس وتصبح الرقم الأصعب في المعادلة الأعلامية , تراجعت وخبا بريقها بل وتدهورت الحالة الصحية لها حتى اصبحت قريبة من غرفة الانعاش ان لم تدخلها فعلاً .
ساعات بث طويلة دون مضمون , كثير من الذي يعرض بالي لا لون ولا طعم .
برامج حوارية تقليدية تتبع اسلوب التلقين والاعتماد فيها على اسم الصحافي المشهور الذي يقدم البرنامج .
كوميديا اعتمدت على ( البين يطسكي ) و ( ولوي هي يا غبران ) أو اعتمدت على طريقة مشي (غافل) وطريقة ثني ركبتيه . ولو قارنّاها بما كان يقدم ربيع شهاب في مسرحياته ومسلسلاته للمسنا ان ما يقدم الان هو النوع ( المشم ) .
البرامج الدينية التي تقدم الان هي برنامج وحيد يقدمه دكتور يتكلّم ويسأل ويجيب أكثر مما يتكلم ويجيب ضيف الحلقة .
في الرياضة , حرمّ علينا متابعة الدوري الاردني ونتابع بدلاً منه الدوري الفرنسي وأصبحنا نعرف اسماء الفرنسيين مثل : كانو وحمدانو وسبستيانو أكثر من هيثم الشبول أو عامر شفيع , لماذا احرم من متابعة مباراة الأمس بين الفيصلي والوحدات وأنا ادفع ضريبة تلفزيون ؟ لماذا لم يتم تسجيل المبارا وبثها اليوم على الأقل ؟
برامج المسابقات تخص فئة معينة , وكأن الرقم الذي يضعوه على الشاشة للأتصال رقم وهمي الاّ لتلك الفئة التي يمسك معها الخط من أول مرة .
وقت السهره. يعتمد على فلم مصري قديم بالأبيض والأسود اعيد بثّه من قبل عشرات المرّات حتى اننا نستطيع ان نتقدم للامتحان فيه

السؤال هو . أليس هناك من مخطط لما يعرضة التلفزيون ؟ هل يشاهد المسوؤلون الاعلاميون ما يقدمه التلفزيون ؟ هل يعلم هؤلاء المسوؤلون عن اوضاعه؟
أين الخلل؟ ما الحل ؟