"التلفزيون" .. هايد بارك ام «مقصلة» يا شبول !!
اسامة الراميني
04-10-2007 03:00 AM
تحولت قصة اعدام الزميل باسل العكور وفصله من وظيفته على يد مدير التلفزيون «فيصل الشبول» الى محاكمة علنية لاداء التلفزيون ونشاطه ... «فالتعليقات» والانتقادات التي تداولها القراء على مدار الأيام الماضية على وكالة "عمون" تشير بأن ازمة عاصفة ومن الحجم الثقيل تعيشها ادارة التلفزيون التي تحملناها كثيرا ولم تستطع تحمل نقدا ضد احد برامجها ... شخصيا غير مصدق بان قرار الفصل بحق الزميل العكور كان لاسباب انه تغيب عن عمله لأكثر من عشرة أيام فحتى لو حلف «المدير العام» و رئيس مجلس الادارة صاحب فكرة «الهايد بارك» !!! عندما كان وزيرا بالقرآن في مكة لما صدقت ذلك ... فالجميع يعلم ازمة الادارة وحجم البيروقراطية والبطالة المقنعة بالاضافة الى الحمولة الزائدة والترهل الاداري التي تعيشها الادارة الحالية التي ساهمت في «قبر» التلفزيون وهو حيا!!
فهل باسل العكور وأيامه العشرة التي تغيب بها هي سبب خراب مالطا؟! وهل قرار فصل الزميل سيحول القناة الاردنية الى فضائية شبيهة بقناة الجزيرة؟! ولماذا لم تصل «قرارات» الاعدام للموظفين والمستشارين والمدراء الذين لا يحضرون الا لاستلام رواتبهم في نهاية الشهر؟! كما جاء على لسان ناطقكم الرسمي الاستاذ جرير مرقة قبل يومين.
التلفزيون الاردني تلفزيون عجايب ومصايب ... فقد تحول للاسف الى مزرعة وسوبر ماركت لاشخاص واشخاص ... وتصفية الحسابات هي الاساس التي تحكم آلية التعامل مع كل الاطراف ... والامور لا تسر صديقا او حتى عدوا ..
فلا التلفزيون قادر على ان يتجاوز محنته وهمومه ولا هو قادر على ان يأتي بشيء بديل مقنع يستطيع من خلاله اعادة الثقة والمكانة التي كان يخص بها في السابق ...
فللمرة الاولى اكتشف ان ادارة تلفزيون تحارب المثقفين والمبدعين النشطين بلقمة «خبزهم» وتمارس كل اشكال الابتزاز والاهانة بحقهم ومن خلال قمعها و «وبطشها» وارهابها وسلوكها الذي لا يمت لاي «مهنية» او استقلالية او ادارة باي صلة؟!
الزميل باسل العكور لم يكن اول ضحية للادارة ولن يكون الآخير ... فأخرون سابقون غادروا الشاشة الى جهة غير معلومة وبعضهم يحمل اللوعة والحسرة في قلبه وجفنه جراء المآسي والمصايب التي تحدث فقط في تلفزيوننا الاردني الذي دخل غرفة العناية الحثيثة بانتظار معجزة الهية تعيد له الحياة والروح من جديد ...
فالزميل العكور دفع ثمن جرأته وشجاعته وابداعه وصدقه في قول الحق ... العكور كان نموذج لصحفي واعلامي شاب اراد ان يغير العقلية العرفية الجامدة في ادارة التلفزيون فتم اهدار دمه بكل الاقسام بعد ان تسلم كتابه بيمينه، ويحق لنا ان نسأل ادارة التلفزيون النزيهة جدا على تنفيذ التعليمات والانظمة والقوانين لتجسد شعاره الادارة الناجحة هي التي تطبق القانون عن اسماء ممن جري تعيينهم خلال الفترة الماضية؟! وسر احالة بعض كبار الموظفين على التقاعد؟ والمبالغ المدفوعة على شراء البرامج؟! ورحلات وسفرات ومياومات المدير العام.
واخيرا اقول للصديق «العكور» انك خرجت عن السرب« وشغلت مخك اكثر من اللازم وحاولت ان تبدع وتقدم شيئا جديدا يحترم ارادة وعقل المشاهد الاردني من خلال افكار مميزة ابداعية جديدة لبرامج تلفزيونية ما زالت تقدم بمهارة خبرتك لذلك الله لا يردك ... فانت لم تعلم ان تلفزيوننا ليس مؤسسة وانما مزرعة او خم جاج وعندما صدّقت ان تلفزيوننا سيتحول الى هايد بارك جديد بعد مجيء الدكتور صبري اربيحات لرئاسة مجلس الادارة كنت غايب عن الوعي... فالتلفزيون يا صديقي «مقصلة» اعدام للشاهد وللموظف وحتى للمدير وأسأل كم عدد هؤلاء الذين خسروا رقابهم ورؤوسهم عندما اعتقدوا انهم يحملون رؤوسا وابداعا وافكارا.
الانباطي: تلولحي يا دالية؟!