ليس هناك جديد فيما نكتب ، وتقرأ صفحات المقالات في الصحافة اليومية ، في العالم العربي كله ، فلا تجد نفسك ككاتب إلا وتكرر ما يكتبه الاخرون ، وفي صفحتنا هذه فسوف تقرأ في اليوم نفسه ، وفي المساحات المتلاصقة ، ما يمكن اعتباره موضوعا واحدا مكررا ، بعبارات مختلفة ، وهذا في حقيقة الأمر ما يدعو القراء الى الملل.
وصحيح أن المواقف قد تختلف بين هذا وذاك ، فتجد جورج حداد متحفظا في إدانة حماس ، أو حسن نصرالله ، وتجد باتر وردم صريحا في الأمر ، وصحيح أن ياسر زعاترة لا يمكن أن يدين موقفا لحماس ، وعريب الرنتاوي غير قادر على التصريح بموقفه المدين لمحمود عباس ، ولكنك في اخر الأمر ستقرأ الادانة والاشمئزاز لما يجري في فلسطين مثلاً ، من كل الكتاب.
وقد انقلبنا ، كلنا ، فجأة ، إلى سنة ، مع أن ثقافتنا وتجربتنا لم تضعنا في تناقض مباشر مع الشيعة ، فسياق الأمور التي تلت اعدام صدام حسين حشرتنا جميعا في هذا الموقف ، وعلى الرغم من أن حزب الله انتصر على اسرائيل في حرب تموز ، وحزنت لهذا الانتصار قوى لبنانية معروفة ، فنحن نطالب حسن نصرالله بموقف مما يجري في العراق ، وهكذا فعلى الأوراق أن تختلط ، بين ما يجري في لبنان والعراق وفلسطين ، حتى على الكتاب أنفسهم ، لتكون النتيجة هذه الفوضى المنظمة التي نعيشها.
ونبتعد عن هذه الصفحة ، ونهرب الى يوسف غيشان ، لعله يمتعنا بواحدة من نهفاته التي تنسينا اللحظة ، ولكننا نكتشف أنه يعتذر عن الكتابة الساخرة ذلك اليوم ، ويقدم هجاء مبررا لما يجري في فلسطين ، ويعيدنا الى أجواء مقالاتنا ، وما دامت الأمور وصلت الى ذلك الحد ، واذا لم يستطع غيشان نفسه اخراجنا من تكرار واقعنا العربي المكرر ، فعلى الكتابة السلام،