المكرمة الملكية .. عيد الأعياد!
خالد سلمان القضاة /قطر
04-10-2007 03:00 AM
المكرمة التي أسبغها جلالة الملك على الأسرة الأردنية تختلف هذه المرة عن سابقاتها، وستؤرخ لآتياتها كمكرمة تدل على أن جلالته يعيش بين أفراد شعبه الوفي، وأنه على كامل الاطلاع على دقائق الأمور في هذا الوطن الغالي، وحتى على الهموم التي تؤرق رب الأسرة وهو يهمس بها عند الحديث عن مطالب الأطفال في العيد. جلالة الملك: وأنا على بعد ألفَي كيلومتر، أكاد أسمع ربة ذلك المنزل ولسانها يلهج بالدعاء لكم بطول العمر والخير والبركة، لأن أطفالها، ومن جنبات مكرمتكم السامية، هم في العيد يلوكون الحلوى، ويمضغون طعاما مختلفا عن طعام أسابيع خلت. وأسرة أخرى – يا ابن الحسين وأبا الحسين – تمتد أذرعها تتضرع إلى البارئ بأن يكلأكم ويعز مُلككم، ويحفظكم في أنفسكم وزوجكم ونسلكم، ويديم ديوانكم العامر بالعطاء والبركة. وهاتيك القرى والبوادي والحواضر – يا ابن الأكرمين من خير الأكرمين – لا تلتفت منها العين إلا وترى في مكرمتكم غوثا للهفة الأطفال في أحلامهم للعيد: ملبسا جديدا، ودمية وردية لبنات المدرسة وحقيبة زرقاء للأولاد. ويكفي يا صاحب الجلالة، أن ترى ذلك الموظف وهو يزور شقيقته أو خالته في العيد، وبقلب جسور يقدم لها "العيدية" ويقول في نفسه: اللهم احفظ لنا أبا الحسين!
جلالتكم؛ ها أنتم بمكرمتكم وبعون الله تعالى، فرّجتم من كرب رب الأسرة الذي كان يقلّب كفيه وهو لا يدري ملتجأ ً ينشده كي يقتدر على صلة الرحم في هذا العيد. إنكم بوقفتكم التليدة العتيدة، جعلتم العيد أعياداً في أعين وقلوب الأسرة الأردنية الواحدة. وإن في مكرمتكم ذات الذِكر، دلالة لا تخفى على ذي سمع وبصر، بأنكم قريبون من إخوتكم وأبنائكم الأوفياء في الأردن الغالي؛ وما أنتم إلا قد نقلتم لنا ما يكتنف أسارير الأسرة هذه الأيام. وكذا، عرفتم وأحسستم بأن هذا موظف يحسب ويعيد الحسبة كي يحفظ ماء الوجه أمام أنسبائه؛ وذاك متقاعد ينظر إلى صورة جلالتكم في صدر البيت، ويحاكيها: ما لنا في العيد - بعد الله عز و جلّ – إلا أنتم يا ابن الهواشم، عميد آل البيت الكرام! وحتى في السوق، يا صاحب الجلالة، أعرف كيف يقولون؛ فتلك الأم تقول لابنها: هيّا جرب هذا القميص الأخضر، وماعليك من ثمنه – فالله تعالى أعطى، وأبو الحسين تقرّب إليه بالعطاء والإحسان والعدل في الرعية!
صاحب الجلالة الهاشمية: ها أنذا أكتب من القلب، وبحرية آمنتم بها وكفلتموها لأبناء شعبكم الوفي، وإنه ليس في نفسي مأرب لشخصي. لكنما في نفسي غصة وفي قلبي حرقة من مسألتين. وهما مسألتان صرنا جميعا على يقين بأنه لا يقدر عليهما في الأردن إلا جلالتكم. واليقين هذا نستمده مما عرفناه وعايشناه من محبتكم لشعبكم المخلص، ومن مكارمكم هذي التي يتحرك بها لسان الأردنيين.
ولسليل الدوحة الهاشمية أبوح بالمسألة الأولى، والتي تتعلق بالتلفزيون الأردني، الذي أصبح يقض مضاجعنا بما يقدمه لنا؛ فأصبحنا نخجل حتى خارج الأردن من برامجه التي تبيح المحظورات في أردن الأصالة وأرض الرباط، وأصبحنا بالكاد نعرف أن شاشته هي شاشتنا، لولا التدقيق في أعلاها لنرى التاج الملكي المنقوش فيها – وفي قلوبنا!
والمسألة الثانية التي أبوح بها لجلالته، هي أن الجالية الأردنية في دولة قطر الشقيقة، تدعو الله – بارئ الخلق أجمعين، أن تكرموها بلفتة حانية، تكون بزيارة لإخوانكم وأبنائكم المخلصين المنتمين إلى الوطن والموطن، وأن تغمروا قلوبهم بفرحة تزيد من فرحة العيد. فلا أخفيكم يا جلالة الملك، أننا هنا نشعر بالتقصير عن رد الجميل الذي يقدمه لنا إخوتنا القطريون – أميراً بسمو مقامه، وحكومة ً برشدها، وشعباً بحسن معشره وطيبته. وإننا – أردنيين ضيوفاً معززين بين أهلنا في دولة قطر – ننتظر ببالغ الشوق والهمة، تلك اللحظة التي نرى فيها بأعيننا وقلوبنا جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين – يحفظه الرحمن، وحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر– يحفظه الرحيم ، يتعانقان ويتصافحان من القلب إلى القلب؛ بعيدا عن الواشين وعما نسميها "أقلام التدخل السريع". وباللهجة الأردنية أقول لسيد البلاد: (عيد مبارك يا بو حسين، والله يطول عمرك ويخلليك إلنا)!
.......................................
القضاة/ إعلامي ومترجم فوري