" الفبركة " ليست الحرب التي تنتظرها " حماس "
ياسر ابوهلاله
03-10-2007 03:00 AM
" هل تعتبر سياسة الولايات المتحدة الرامية إلى عصر وعزل حماس خاطئة، أم أنك تراها سياسة صحيحة؟ " سألت الواشنطن بوست الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، أجاب "
في البداية، كنت مقتنعا أنهم كانوا على خطأ، لكنني الآن أقف معها وفي الموقف نفسه. أنا ضد حماس. " وأوضح في دليل على جديته في محاربة حماس " في الليلة الماضية استولت قوات أمننا على صاروخين. وسلمناهما الى اسرائيل. نحن قلقون جدا بشأن هذه الأعمال وأعتقد ان بوسعنا ان نضع نهاية لكل هذه. اجهزتنا الأمنية مستعدة لإيقاف كل أنواع العنف." لم يكن الرئيس الفلسطيني قد قرأ على ما يبدو قد قرأ ما نشرته الجروسالم بوست عن حكاية الصاروخين ، تقول الصحيقة ادعت فتح بأن قوات أمنها في بيت لحم أحبطت محاولة من جانب حماس، لإطلاق صواريخ على القدس، سرعان ما تبين بأن الصواريخ التي تحدثت عنها فتح لم تكن سوى (مواسير) قديمة على ما يبدو كان يستخدمها الأطفال كمرمى للأهداف في لعبة كرة القدم.
فصلت الصحيفة في كيفية اكتشاف الأمن الإسرائيلي لحكاية الصاروخين من خلال الطلاء الحديث، وبعدها بأيام كشفت حكاية فبركة أخطر تتعلق بحريات المجتمع الفلسطيني التي يقوضها مجرمو حماس تقول الصحيفة الجمعة الماضي، قام رجال من فتح، ويعملون كرجال أمن في المخابرات الفلسطينية، بالاتصال مع صحيفة جيروساليم بوست، واقترحوا على الصحيفة نشر الفيديو، وزعموا بأنه يقدم دليلاً جديدا على وحشية حماس، على حد تعبير الصحيفة.
الصحيفة أكدت بأن قادة فتح، زودوها بأرقام هواتف لاثنين من قطاع غزة، كشهود على هذه الجريمة، وبعد الاتصال بهم، أكدوا مشاهدتهم لحادثة القتل.الصحيفة من جانبها بادرت إلى نشر الفيديو على موقعها، لكن سرعان ما افتضح الأمر، الفضل في ذلك كما تقول الصحيفة يعود إلى نباهة القراء زوار الموقع، الذين سرعان ما اكتشفوا بأن الشريط ليس أكثر من حادثة وقعت في العراق. تقول الصحيفة بأن الفيديو كان حقيقياً وتم تصويره في أبريل/نسيان يظهر قيام طائفة في العراق بقتل ابنتها على خلفية شرف العائلة. متابعو الشأن العراقي يعرفون أن تلك الحادثة كانت سبب التفجيرات الدامية التي نفذتها القاعدة في مناطق الطائفة اليزيدية بسبب قتلهم الفتاة التي تركت اليزيدية وأرادت الزواج من سني .
القصتان مع أنهما مفبركتان توضحان مدى ضرواة المعركة بين الفريقين ، وحكاية الأشرطة صحيحة أم مفبركة وصلت لأعلى المستويات ، ففي لقاء أبو مازن مع العاهل السعودي قدم شريطا لمحاولة اغتياله فطلب منه الملك عبدالله أحالته على الأمير مقرن مدير الاستخبارات موضحا أن حماس قدمت الكثير من الأشرطة أيضا . فالسعوديون إلى اليوم لم يقطعوا الوصل مع حماس واستقبلوا مبعوثا منها في يوم استقبال أبو مازن . وهم يدركون أن رهانات أبو مازن على الإسرائيليين والأميركيين مبالغ فيها خصوصا إذا ما أرفقت بحرب مفتوحة مع حماس .
يستعد قادة حماس في المقابل للأسوأ ، مسؤول كبير في حماس رجح عندما سألته أن يستمر الضغط والحصار والعبث الأمني مستبعدا الاجتياح العسكري . فالإسرائيليون يعلمون إلى أي مدى عززت حماس قدراتها العسكرية والتعبوية . وكشف أن حماس حصلت على صواريخ كاتويشا من مقرات أحد الأجهزة الأمنية كانت قد هربت في طائرة الرئيس الراحل عرفات وهو كثير الرحلات ! إضافة إلى مصنع للسلاح المضاد للدروع . لا تقارن تلك القدرات بإمكانيات الإسرائيليين المفتوحة . لكنها تجعل كلفة الاجتياح عالية لا تتحملها الحسابات الإسرائيلية .
يسهب مسؤولو حماس في استعراض مدى سيطرتهم على الأوضاع ، دون أن يزيدو القوة التنفيذية عنصرا واحدا . واللجنة الأمنية التي تدير القطاع أكثريتها من قيادات فتح غير المحسوبة على السلطة ، وردا على على سؤالي عن ضرب مصلي فتح قال المسؤول " نحن رفضنا هذا التصرف بشدة واعتبرناه خطأ ، لكنه أوصل رسالة واضحة أن الأمن في غزة لا يمكن العبث به " وتابع مازحا " قلنا لإخواننا في الداخل أن سيطرة حماس على غزة جعلت فتح يصلون وسيطرتها على الضفة ستجعلهم يصومون " . وبخصوص الاعتقالات لقيادات فتح قال " لا تساهل في الجرائم التي ارتكبت بحق المقاومة ، ثمة وثائق في مقرات الأجهزة تثبت تورط مسؤولين في اغتيال مقاومين هؤلاء سيحاكون بعد التحقيق معهم " .
تستطيع حماس الحفاظ على قطاع غزة ، وتحقق مقولة مناحيم بن في معريف أول من أمس " دولة حماس جيدة لإسرائيل " فهو يرفض أن يكون فهدف اسرائيل الأعلى تسليم القطاع من جديد الى أبو مازن وارسال أفضل شباننا من اجل ذلك ليجرحوا أو ليقتلوا من اجله أو من اجل السلطة الفلسطينية الموحدة التي قد تصبح بعد قليل دولة فان هذه فكرة قبيحة لا مثيل لها.لا لان أبو مازن أشد خطرا علينا من هنية بسبب اعتداله المتلون فقط بل لانه لا يوجد أي سبب يجعل اسرائيل تفضل وحدة السلطة الفلسطينية على تقسيمها باثنتين. على العكس. إن الفصل بين دولة حماس في غزة ودولة فتح في الضفة مصلحة اسرائيلية عليا. يحسن دائما التفريق بين الاعداء، واضعافهم بذلك. إن غبيا أو أعمى فقط لا يدرك أن الكيانين الفلسطينيين يطمعان باسرائيل كلها ويختلفان بينهما في سبيل السلوك معها فقط." الحرب الحقيقية على حماس وعلى فتح هي استمرار الانقسام وهي حرب بإمكان الفلسطينيين كسبها لو كان قادتهم أقل غباء أو أقل عمى !