في الصحف هذه الأيام يُنشَر إعلان عن توفر سلعة شتوية جديدة اسمها "بطانية بأكمام", وتوضح الصور المنشورة لها أنها كذلك بالفعل, حيث تظهر إحدى السيدات وقد تمددت فوق أريكة بعد أن لفت جسمها بالبطانية وأخرجت يديها من أكمامها.
الوضعية التي تظهر بها السيدة في الصورة المنشورة تشبه الى حد كبير وضعية نطلق عليها: "مِتْلَفّع ببطانية" أو "متلفع ببطانية ومِنْجَعي", وهي الوضعية المعروفة في الأوساط الشعبية الأقل حظاً في مجال وسائل التدفئة, مع الأخذ بالاعتبار امكانية الاستعاضة عن كلمة "مِتْلفّع" بكلمات أخرى مثل "مِتْلَهْمِد" أو "مِنْكَمِر" أو "مِتْلَفْلِف" أو غيرها بحسب الثقافة السائدة في مجال الأغطية.
لا يوضح الاعلان بلد الصنع لتلك البطانية المبتكرة, غير أن المهم أنها تأتي منسجمة تماماً مع الخبرات المحلية في مجال الحصول على بدائل للطاقة, المستدامة بالتأكيد.
إن الدفء المتحقق داخل البطانية ذو مصدر ذاتي, فالجسم الموجود داخلها والذي يكون بدرجة حرارة ثابتة يقوم بعمليات التبادل اللازمة مع المحيط المغلق من خلال شتى "المسامات" من شتى الأحجام المتوفرة في كل جسم انساني, وذلك بعد التوسع في تعريف "المسامة", فيما تقوم البطانية بحفظ الحرارة المتكونة وتحول دون تسربها باتجاه الخارج.
قد يلاحظ قارئ هذا المقال أنني استطلت بالحديث المفصل عن أمر بسيط, لكن عذري في ذلك أن منطق عمل البطانية المشروح أعلاه, لا يقل قيمة عن المنطق الذي تفكر به الجهات المكلفة بموضوع الطاقة في البلد.
ahmadabukhalil@hotmail.com
العرب اليوم