إن خطورة التأزم المتصاعد بين الحركات الإصلاحية واستخدام لغة غير معهودة في حواراتهم البعيدة عن مؤشرات التهدئة والحوار العقلاني المنطقي ، والذي لا يخدم إلا الأجندات الخارجية التي لا تخدم الأردن ولا شعبه ،وتضع بلدنا في حالة فوضى بعد أن كانت الأردن سباقة في كل مجال من بين الدول العربية .و نحن في الأردن أمام مفترق طرق ومحك حقيقي بعد مضي سنة على الحراك الذي حقق الكثير من مطالبه السياسية والرقابية ، علينا جميعا أن نتسامى فوق الجراح وأن نضع المصلحة العامة لوطننا فوق المصالح الحزبية والخاصة ، كما أن علينا أن نتخطى هذه الأزمة العابرة وأن ننظر إلى المستقبل بعين الأمل والرجاء.
وها هو الملك عبدالله الثاني يتدخل بحكمته وحنكته السياسية لحسم الخلافات بين التيارات السياسية وينحاز للإصلاح ، وهذه هي حكمة القيادة الهاشمية التي تبذل كل طاقتها في خدمة الأردن وشعبه ومن أجل أن يبقى الأردن عزيزاً منيعا حاميا للأمن واستقرار أبنائه من مختلف الأصول والمنابت والاتجاهات السياسية والحزبية ، فهو محل ثقة الأردنيين قاطبة وإجماعهم والتفافهم حوله.إن المطلوب منا جميعاً أن نستمع إلى صوت العقل فينا وتغليب مصلحة الوطن فوق مصالحنا جميعاً وأن نكون رهن الإشارة لحماية الوطن. إن ما يحدث كل يوم جمعة هو مزاحمة لمؤسسات الوطن وإعاقة لحركتها وكذلك تعطيل لمصالح الناس و للديمقراطية في الأردن ، التي تعد مضرب الأمثال بالأمن والاستقرار بفعل بعض الممارسات الخاطئة والمواجهات التي لا تمت إلى الديمقراطية لا من قريب ولا من بعيد. كما ان البعض منها يحاول فرض رأيه ورؤيته حول الإصلاح وما يجب ان يكون او لا يكون حيث ينتهي منطق العقل و الكلمة والقلم .
إن الديمقراطية سلوك حضاري وأخلاقي يسودها التعاون والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع والاحتكام إلى رأي الأغلبية والحوار البناء الهادف كقاعدة لاتخاذ القرار. والناظر للديمقراطية الأردنية يجد أنها تأسست على قواعد ثابتة أسسها الرعيل الأول وتميزت بإيجاد دستور ومؤسسات تقوم على مبدأ احترام الآخر والتعددية بعيدا عن الاتهام، لكنها اليوم أصبحت مشوهة أحيانا بسبب ممارسات خاطئة وممارسات استفزازية وتصعيد غير منطقي حتى وصلت إلى الاعتداءات التي تسيء لنا جميعا .
فعلى جميع التيارات السياسية والأحزاب أن تتحمل مسؤولياتهم في هذا الجانب وأن تحرص على أن تستعيد المسيرة الديمقراطية زخمها. فعلينا جميعا أن نعطي الحكومة فرصة لتشكيل الهيئة المستقلة للانتخابات وأن نعطي الهيئة المستقلة الوقت الكافي لإجراء الانتخابات النيابية والبلدية، ثم نقيم ونحكم على النتائج بعد ذلك. إن الملك عبد الله الثاني وهو يعمل ليلا ونهارا لرفعة الأردن وشعبه إنما يصوب المسار لنا بان العمل هو الأساس ، وهو يمثل القدوة في القيادة والحكمة والمسؤولية الوطنية، وهو في ذلك يعلمنا كيف نحب وطننا ونحافظ على انجازاته.