حذار .. أزمة الطاقة أين ستصل؟
سلطان الحطاب
13-02-2012 03:20 AM
لماذا علينا في الاردن وسوريا ولبنان وفلسطين (الأراضي المحتلة عام 1967) أن نرتجف برداً من قلة الوقود أو ارتفاع اسعاره رغم اننا نجاور محيطاً من النفط يدفيء العالم كله..ماذا يعني الجوار والاخوة والمصالح المشتركة؟ لا نمتلك ما يكفي من المال لسد حاجاتنا المتزايدة ونحن هنا في الأردن نواجه مشكلة «عويصة» ومتفاقمة علينا أن نصنفها المشكلة رقم واحد وان نلتفت اليها قبل أي قضايا أخرى سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية..فهذه القضية قضية توفير الطاقة هي ذات مكونات اقتصادية حين يترتب علينا الان خسارة تجاوزت مليار دينار عن عام 2011 وبمعدل (3) ملايين دينار يومياً..وبلغة الارقام ايضاً والتي تجعل المتلقي يشعر بالاحباط وهي تتزايد بسرعة مذهلة حين يكون كلفة انتاج الكيلو واط ساعة من الكهرباء قد بلغ (112) فلساً ويباع للمستهلك بـ (52) فلساً مما يعني ان الحكومة ستظل تضع عينها على الفرق وهو أكثر من الضعف..والسؤال الى متى؟ وكيف سنتدبر القدرة على الاستمرار؟ وهل نركن للوعود ان السعر لن «يشبط» مرة واحدة مخلفاً ضحايا للوضع الاقتصادي وبالتالي الاجتماعي الذي سيتأثر بصورة مباشرة وعميقة..
الغاز المصري يشد الان على أعصابنا حين ينقطع مرات وحين يرتفع سعره مرات أخرى وتأتي «ثالثة الأثافي» كما يقولون حين تنخفض كمية الكهرباء المصرية المصدرة للاردن حيث تنهار الحصص الان ويصل انهيار حصتنا لتبلغ الثلث وليس أمامنا الا الاستماع لتبريرات الاشقاء المصريين في ذلك واستمرار الانصات لهذه التبريرات لا يسمن من جوع ولا يدفيء من برد ..نحن احدى دول الربط الكهربائي العربي الذي كان مشروعاً ناجحاً ووفر الكثير علينا وعلى «المرتبطين» ولكن التغيرات في مصر والمنطقة والازمات الاقتصادية والمالية العالمية تجمعت لتصيب هذا الربط أيضاً فماذا نحن فاعلون؟
في سوريا هناك معاناة اطفاء وكذلك في لبنان وعندنا ما زالت الكهرباء تسري بلا انقطاع ولكن هناك جرسا يقرع وضوءا أحمر..
أنبوب الغاز يتعطل وتلك خسارة كبيرة وعلة تحتاج الى عملية جراحية بعد..وهناك خفض لكمية الكهرباء المصدرة لنا من مصر الى الثلث مما يرتب علينا توليد الطاقة بكلفة اعلى بكثير ..
في موضوع الطاقة كنا نتدبر انفسنا بحلول مؤقتة فقد اعطانا العراق في السابق ما يسد حاجاتنا ولم يعد الان كذلك وساعدتنا المملكة العربية السعودية بجزء من حاجاتنا وفعلت دول خليجية أخرى..وأمدتنا مصر بالغاز رغم ان سعره لم يكن تفضيلياً الا أنه كان افضل من السعر العالمي في كلفته علينا..
في البعد الاجتماعي سترتفع الكلف والاسعار على السلع والخدمات وستعاني شرائح كبيرة وواسعة من شعبنا من التقشف ونقص الحاجات وهنا لا بد من المصارحة والعمل لايجاد الحلول الجذرية..
في البعد السياسي فإن الأمل يحدونا ان يمد لنا الاشقاء في محيط النفط العربي ما يسد حاجاتنا دون ان نبقى تحت طائلة الخوف والارتباك والحيرة..فهذه المنطقة التي نحن امتداد فيها مليئة بالنفط وهي مصدره الاول للعالم ..وهي منطقة لا بد ان تكون مستقرة وان تنشر الاستقرار حولها كشرط لدوام استقرارها وهذا يقتضي التأكد من حاجاتنا والعمل على مساعدتنا ليس بالكلام والوعود والخطب واللقاءات وانما بالفعل والمبادرة العملية..فالأردن يحتاج الى دعم أكبر والى سد حاجاته من الطاقة وبشكل سريع ان كان اشقاؤنا الذين لا نملك الا ان نشكرهم دائماً في كل دول الجار معنيين بمزيد من الاستقرار لنا ولهم..
ارجو أن تكون رسالتنا قد وصلت فالاستثمار في الاستقرار في المنطقة الان مهم جداً ولا يعادله اي استثمار آخر واذا كنا ندرك عمق قول الرسول «ما آمن بي أحد نام شبعاناً وجاره جائع» وامتداد ذلك «وجاره يرتجف»..فإن مفهوم الجوار يحتاج الى انتباه والا لماذا يحرص الاوروبيون على مساعدة من هم خارج دائرة الجغرافيا الاوروبية بوسائل شتى..
alhattabsultan@gmail.com
الرأي