من المعروف ان الشعب الاردني هو من اكثر شعوب العالم (تلهلبا) ...
ففي الشأن الرياضي : عادة ما تطالب الجماهير الاردنية فريقها بعد تسجيل أي هدف بضرورة تسجيل الهدف الثاني حيث يقومون بالهتاف : (الجول الاول ماشفته .. ياعيوني .. عيني عالجول عالثاني .. هالله هالله) .. وبعد ان يستجيب الفريق لهتافات جماهيره ويسجلون الهدف الثاني تعود الجماهير و(تتحجج) بعدم مشاهدة الهدف الثاني ويصبح عينها على الهدف الثالث وهكذا حتى تنتهي المباراة بفوز الفريق بنتيجة سبعة صفر من دون ان تشاهد الجماهير الاردنية اهداف فريقها .
في الشأن العائلي : بعد ثلاثة اسابيع فقط لاغير من زواجها تصبح العروس في الاردن موضع اسئلة واستفسارات : " شو ما في اشي عالطريق " ?! او " بشري " في اشي جاي ?! .. اذا كانت اجابة العروس : " لسه " ! .. تبدأ هنا الضغوطات العائلية من الاطراف كافة تنهال على العروس بضرورة الاستعجال في هذا الموضوع تحديدا وتعطى مدة زمنية لا تتجاوز الشهر فاذا جاءت لهم بالخبر السعيد كان به ام اذا لم تأتِ به فلابد من اجراءات فورية تعالج هذا الخلل قد تبدأ باجراء الفحوصات وقد تنتهي بتغييرها باخرى في مدة لا تتجاوز عدة اشهر !
اما اذا سارت الامور بالشكل الطبيعي وكان المولود الاول يصرخ بالمنزل بعد عشرة اشهر من زواجهما .. هنا تتحمس العائلة وتطالب على الفور بالمولود الثاني فورا وتصبح الزوجة مرة اخرى موضع تساؤل : " شو ما بدكم تخاووه " ?! .. وبعد ان تتم (مخاواته) كما هو مطلوب تستمر العائلة بالضغوطات مرة اخرى وهذه المرة من اجل تحقيق الهدف الاسمى وهو ايجاد (عزوة) للعائلة .. في ظرف عدة سنوات لا مجال فيها ابدا لالتقاط الانفاس يصبح هناك عائلة مكونة من (سبعة افراد) في ظرف زمني لايتعدى (السبع سنوات) ولازال طبعا هناك المزيد لتلبية الضغوطات .
في الشأن الاجتماعي : في الاردن يحظى المسؤول الحكومي ببريستيج اجتماعي مميز لذلك تجد دائما ان الموظف في الاردن منذ بداية تعيينه يسابق الزمن للحصول على هذا المنصب .. في البداية يتواسط ليل نهار ليصبح رئيس قسم فمميزات هذا المنصب ان الجميع يقولون له : (شلونك) .. وبعد ان يشعر بالملل من تكرار (شلونك) .. يبدأ بالوساطة مرة اخرى ليصبح (مدير مديرية) فمميزات هذا المنصب ان الجميع يقولون له : (تعال هون) .. ومن ثم ينتابه شعور جامح بأن يصبح امين عام فمميزات هذا المنصب ان الجميع ينادونه : ب¯ (هلا سيدي) .. ثم بعد ذلك يمل من الاقوال ويريد ان يدخل في برستيج الافعال لذلك تجده دائما يطمح لان يصبح وزيراً حتى يشعر بالسعادة الغامرة حين يطلب منه : (دبره عندك) .. ندرة هي من يتوقف طموحها عند هذا الحد وكثيرون يسعون لان يصبحوا رؤساء وزارات حتى يقال له : (دولتك .. كل اشي بأيدك)!
جميع من قدموا للمحاكمة حتى الان من اصحاب العطوفة والمعالي و(البشاوات) هم نتيجة ضغط (الشارع) .. فلم تقدم الحكومة حتى الان اسما واحدا لم يأت ذكره على السنة (الشعب) .. وهنا تجد مكمن الخطورة حيث ان الحكومة ما دامت ربطت مكافحة (الفساد) برغبات الشعب الاردني فما عليها اذا سوى تقديم : (اللي بعده) .. و (اللي بعده) .. و (اللي بعده) ..وبقص أيدي اذا بتلاقي مسؤول بعد شوي بره
(الجويدة) .. ومع ذلك برضى الشعب !
العرب اليوم