قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً".
لقد كانت الصفات السائدة للأنبياء والرسل قبل الرسالة التي بلغهم إياها الله عز وجل، هي الأمانة.
لقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يسمى بالصادق الأمين قبل أن يصبح نبيا.
وكذلك كان موسى عليه السلام وبعد أن أسقى الماء من البئر لبنات يعقوب، قالتا يا أبتي استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين. وقد وُضع يوسف عليه السلام على خزائن الأرض في مصر، لأمانته، حيث قال الملك، أئتوني به استخلصه لنفسي، فلما كلمه، قال إنك اليوم لدينا مكين أمين، قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم. هذه صفات يجب أن تتوفر في كل واحد منا حتى نخلق مجتمعا مثاليا، متمسكا بمبادئه وأخلاقه الحميدة، وأن نعدل ونساوي بين بني البشر.
والعدل من الأمور التي يعشقها الإنسان في كل مكان وزمان، وينادي به ويعتبره أساس التقدم والازدهار، ويرجع كل معاناة البشرية إلى غيابه، ورغم ذلك، فإن هذا الإنسان هو أول من يكره هذا العدل، إذا كان على رقبته ونتائجه ليست في صالح ما يستمتع به من جور وظلم على الآخرين.
ما ينطبق على العدل ينطبق على قيمة المساواة بين البشر، تلك القيمة التي أعلى قدرها الإسلام، إعلاء لا لبس به، وذلك لأنه طبقها عمليا ونادى بها نظريا.
فهل هناك تفاضل بين البشر إلا بالتقوى؟ (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى).
وصار بلال سيدا لابن الخطاب كما كان يقول عمر بن الخطاب وصار سلمان الفارسي من آل البيت.
ومع ذلك فإن المساواة هي أول ما نكره، إذا كانت في غير صالحنا.
قال الرسول(صلعم)
ياتي زمان على امتي يحبون خمس وينسون خمس
يحبون الدنيا وينسون الاخرة
يحبون المال وينسون الحساب
يحبون المخلوق وينسون الخالق
يحبون القصور وينسون القبور
بحبون المعصية وينسون التوبة
فان كان الامر كدلك
ابتلاهم الله بالغلاء والوباء وموت الفجاة وجور الحكام
وحتى يكون لدينا مجتمع مترابط بكافة أطيافه، فإن الوحدة الوطنية هي أساس نجاحنا والمساواة هي عنوان بقائنا، والابتعاد عن الفرقة والشرذمة والتقسيم، هي العودة للمبادئ الحقيقية التي، يمكن أن تنشىء بلدا ديمقراطيا متماسكا، لا يخترقه الأعداء ولا تشوبه شائبة، يعتمد أساسات قوية، ذات مؤسسات فاعلة تطبق العدالة والأمانة والمساواة بين الجميع.
Dr.sami.alrashid@gmail.com