فرسان التغيير .. ما أحوجكم للتغيير؟!
د.خليل ابوسليم
11-02-2012 03:19 AM
منذ فترة وأنا اسمع عن حركة شبابية تطلق على نفسها فرسان التغيير، ويكأني سمعت في إحدى المرات عن لقاء مع بعض شباب هذه الحركة من على شاشة تلفزيوننا الوطني - ايام ما كان عندنا تلفزيون - ولقد حاولت البحث من خلال النت عن هذه الحركة كي أتعرف على نشأتها وأهدافها والبرامج التي تقوم عليها، إلا أن جميع المحاولات التي قمت بها كان نصيبها الفشل، اللهم باستثناء رسالة ملكية موجهة من جلالة الملك إلى الشباب الأردني بتاريخ 11/8/2007، والتي أدعو الجميع إلى قراءتها والتمعن فيها جيدا لنعرف معنى التغيير الذي أراده وقصده سيد البلاد .
الذي دفعني للبحث عن هذه المؤسسة أو الحركة، هو العنوان الكبير الذي تحمله، حيث كلمة فرسان تدل على تلك الكوكبة من الرجال القادرين على اقتحام ساحات الوغى وتحقيق النصر في ساعات الشدة والعسرة، أما التغيير فهو العنوان العريض الذي انتفضت لأجله الشعوب العربية ودفعت الكثير من دمائها وحريتها من اجل تحقيق التغيير المنشود، ذلك التغيير الذي انتظرته الشعوب العربية بفارغ الصبر وقدمت التضحيات الجسام في سبيله ومن اجله ضحت بالنفس والنفيس..
طبعا التغيير المطلوب هو ذلك التغيير الايجابي، وهو ما قصده سيد البلاد في رسالته تلك، والذي إن تم سوف يُحدث نقلة نوعية في حياة الأفراد والجماعات وعلى كافة المستويات والأصعدة، سواء ما كان منها حضاري أو ثقافي أو اجتماعي وصولا إلى التغيير في السلوك الذي يضفي مزيدا من الشفافية على جميع التصرفات التي يأتي بها الأفراد في مختلف مستويات القرار.
ما أرغب في الإشارة إليه هو، أن فرسان التغيير وحسب ما سيرد لاحقا، هي جماعة تتأبط تلك العبارة الكبيرة، لكنها أفرغتها من المحتوى المكنون وأبقت على الشكل دون المضمون، فقد علمتُ أن هذه الحركة – إن وجدت- تخطط للاحتفال بعيد ميلاد جلالة الملك، وهذا أمر طبيعي اعتدنا عليه في كل عام ومن جميع الفعاليات الرسمية والشعبية.
المؤسف في الأمر أن بعضا من أفراد هذه الحركة يقومون بالاتصال ببعض المسئولين السابقين طالبين منهم الدعم لإتمام مثل تلك الاحتفالات، تحت ذريعة أن هناك كتاب وشعراء وفرق شعبية وموسيقية سوف يتم الدفع لها نظير مشاركتها بهذا الاحتفال.
أحد المسئولين السابقين وفي اتصال هاتفي معه رفض الدفع لهم، وقال إذا أردتم تجهيز بعضا من طرود الخير لتوزيعها على الفقراء بهذه المناسبة السعيدة فانا على أتم الاستعداد لتزويدكم بالعدد الذي تحتاجونه من هذه الطرود، أما مسالة الدفع النقدي، فلا اعتقد أن من يرغب بإلقاء كلمة أو قصيدة أو تقديم أغنية بهذه المناسبة يفكر في تقاضي مقابل لها، خصوصا وأن هذه المناسبة عزيزة على كل من عنده انتماء وولاء لبلده وقائده.
الفارس المغوار رفض العرض من المسئول السابق تحت إلحاح أنهم بحاجة إلى دعم نقدي، الأمر الذي اضطر معه المسئول لسؤال الفارس المقدام السؤال التالي: هل يعلم سيدنا أنكم سوف تجمعون الأموال من الناس لتحتفلوا بعيد ميلاده وبهذه الطريقة؟ هنا انتهى الحديث بين الطرفين بعد أن شعر الفارس بحرج الموقف.
اعتقد أن هناك الكثير من المسئولين الذين دفعوا لذاك الفارس، كون المناسبة تخص سيد البلاد، و كون الفارس يستعمل أسلوبا فيه نوعا من الإحراج للمسئول، حيث يُفهم منه الكثير مما تحوم حوله علامات الاستفهام.
نعم يا فرسان التغيير، نحن بحاجة إلى التغيير، وهذا التغيير يجب أن يبدأ بكم انتم، فلا اعتقد أنكم بمثل تلك الأساليب سوف تحدثون فرقا في حياة الأفراد والجماعات، ولا اعتقد أنكم سوف تُفرحون الملك حين تحتفلون بميلاده من جيوب الناس بهذه الطريقة، وآنا على يقين تام ومعي كافة الأردنيين أن الملك لا يعلم بمثل هذه التصرفات ولا يرضى بها، وان كنتم تعتقدون أنكم بذلك تتقربون إلى الملك فانتم واهمون، واعلموا أنكم في كل فعل من هذه الأفعال تبتعدون ألاف الأميال الضوئية عن مُراد الملك وغايته، ومن هنا يستحيل عليكم مجاراته حتى بالتفكير فكيف بالعمل والتدبير.
kalilabosaleem@yahoo.com