أعتقد.. يادوله الرئيس .. قبل أن تكون دوله رئيس، كنت مواطناً عادياً مثلي ومثل أي اردني تحب الخير للناس وتبكي لبكائهم وتفرح لفرحهم تشاركهم الفرح والترح وترثي للحال وتقول يارب عفوك كنت تحب السهر بالقرية التي ولدت بها وتمرغت على بيادرها ومشيت حتى تعبت قدماك وتورمت من شوكها كنت تهوى النوم بها وعلى بيادرها وتجلس باكرا لاحتساءقهوتك مرة او حلوه سيان مادامت من يد ام حنونه تهكل همك طالع فايت كنت تجادل في الوقت المهدور في بيتك في مزرعتك وتعاني من البرد مثلنا ومن المواصلات ومن شح الكاز هذا قبل ان تعتلي الكرسي الذي باركه الله وحق لي ان اسالك يا سيادة الرئيس حفظك الله:
- كم بسمة على شفاه رسمت منذ اعتليت ؟
- ووجهاً أضحكت ؟ - كم طفلاً أفرحت ؟
- أو قلباً أسعدت ؟ - كم حلماً رتبت ؟ - أو أملاً صغت ؟
- كم فتنة وأدت ؟ - أو نار حقد أطفأت ؟ - كم جرحاً بلسمت ؟
- أو مريضاً سعيت في شفائه ونجحت ؟ - كم روضة زرعت ؟
-أو شقياً روضت ؟ - كم نجاحاً حققت ؟ -
أو حبّاً نبيلاً ملأت به الكون ؟
- كم ليلة نمت مستغرقاً براحة بال , تنسج للوطن انتصاراً ولحدوده سياجاً من محبة وألفة ووئام ؟ وكم مرة سالت حاجبك عن المظلومين والشاكين والمستجيريم والمستغيثين عن شكوى ارتدت لتكون شاهدة على ظلمك في اليوم المشهود وانت القاضي الذي اشتهرت بحبك للعدل - وكم , كم .. وكم . - عندما تنظر إلى سلتك حبلى بالأجوبة والأرقام الكبيرة كن راضياً وارجع الحياة الجميلة للوطن , والبشر , الطير والشجر , الزهر والروض , وحوريات البحر .. ونمْ قرير العين - هانيها وعش بخير ان واولادك وزوجك وقل الحمد لله عدلت فسلمت فامنت فنمت .
دوله الرئيس كنت، بالتأكيد تتحدث مع اصحابك واقاربك عن غلاء الأسعار، وعن الرواتب الضيقة في زمن الاستهلاك الواسع والغلاء الفاحش . ولا بد أنك تحدثت عن هدر المال العام في مؤسسات الدولة كلها دون استثناء، هذا إذا لم تكن على اطلاع على الفساد والسرقة والنهب الذي لم يتوقف يوماً، لا قبل الأزمة ولا بعدها.. بل زاد الأمر سوءاً واستفحل في ظروفنا الحالية، حيث لا حسيب ولا رقيب، وكل يغني على ليلاه وعلى فتواه التي يتلقاها من شيخه ومن مصلحته، فلم تعد هناك مصلحة عامة، ولا مصلحة وطن ولا قيم أخلاقية أو دينية، اختلط الحلال والحرام وولدت شريعة الغاب من جديد..القوي يأكل الضعيف.والضعيف هو الذي لا سند له ولا ظهر،يادوله الررئيس .. في المجتمع الآن بلطجية خلينا اسميهم مدرا مكاتب ورؤسا اقسام كثر هم من .يضربون بسيفك ويمنعون مقابلتك حتى الاستدعا الذي كتبه المستجير والمظلوم منعوها ان تدخل ك للقاضي للعدل للانصاف هواتفهم مشغوله او لايرد اوحط تلفونك بتصل فيك وكانه هوالرئيس او هو الجدار المانع فلا يرحم ولايترك رحمه الله تنزل على عبيده
أسماء وانتماءات عائلية معروفة غرتهم واوهمت الكثير ، يؤذون الناس ويسيئون لكرامة البشر تارة بالتهديد والوعيد وتارة بالتهميش والاستهتار واللامبالاه ومن يعاندهم يصبح مندساً واسمه على القائمه السوداء ممنوع الدخول .... وقد يلفقون له التهم الكاذبة و يقدمون على الإساءة إليه ولو كان من الذين يدفعون دمهم من أجل حماية الوطن، هؤلاء موجودون في كل مكان وقد يتحدثون باسم الدولة وشرفاء الدولةوحتى باسمك ، وقد لا يتورعون عن التحدث بأسماء كبيرة لمجرّد أنهم كانوا يوماً خدماً عندهم أو أجراء في مكاتبهم او من الذين خدموا بمعيتهم .
وكنت، مثلنا -يا دوله الرئيس - نحن الموظفين الذين لا نشكو من ضغط العمل، بل من قلة العمل ومن الروتين القاتل ومن بعض المديرين الفاسدين الذين لا يتغيرون إلا بالتقاعد او من ظلم وقع علينا بجرة قلم صادروا الامال والاحلام والطموح والمستقبل لنا ولاولادنا والجواب للوزير او الامين حق الاحاله على التقاعد دون ابداء الاسباب ودون النظر للظروف والامكانات نعم.. وحده التقاعد مثلنا هومن يغيرهم فيحلّ عن الموظفين اصطفافهم وتحزبهم وشلليتهم أو تهميشهم. ولكن حتى التقاعد أحياناً لا يكتمل لأن التمديد و النقل يقف أمامنا بالمرصاد.
ولن أستبعد أن تكون او كنت مثلنا تشكو من مسؤولين يرون اللصوص ويقبضون عليهم ومع ذلك يقربونهم ويضعونهم في الصدارة.او طلبت موعدا لشرح قضيتك او بث همك فلم يسمعوك .ولا بد أنك تساءلت مثلنا. قبل ذهابك الى لاهاي .لماذا لا يقبل بعض المديرين شكوى الموظفين المظلومين؟ ويرفضون الاستماع لأي موظف يتظلم وكأن الوزير او الامين كالقضاء والقدر لا يجوز أن نتحدث عنهم.,او نناقش قراراتهم حتى ولو باالاعدام فنموت قاعدين لاواقفين وحلمنا ان يسمح لنا حجابهم بالدخولاونسمع رنه هاتفهم
وربما.. كنت مثلنا سيدي نحن الفلاحين الذين نزرع أعمارنا في الأرض ونجني الفقر والشقاء فيضيع العمر وتضيع المواسم بينما الوزراء يتفرجون على الخيبات المتساقطة من الأرض ومن السماء. صقيع يتلف ثمار البرتقال.وأسعار تتلف جيوب المواطن.وكأن أبناء الأرض في الوادي والجبل بالقرية والمدينه والبادية لا يستحقون الفرح بمواسمهم.. إن الحاجة ذل حتى ولو كانت إلى الدولة.
وكنت.. يادوله الرئيس . تتذمر مثل كل المواطنين من الفواتير والجباه الذين يدقون بابك كل اخر شهر..وخاصة فواتير الكهرباء العالية والتي تتضاعف مرات وتصبح هماً ثقيلاً لمجرد أن الفاتورة قطعت حدّ الشريحة المقررة بكيلو واط واحد.. ولابد أنك تمنيت أن تكون الفاتورة موحدة السعر من أول كيلو إلى آخر كيلو ولو ارتفع سعر الكيلوواط..على الأقل يشعر المواطن أنه يدفع ثمن ماصرفه لا ثمن ماسرقه الآخر.. لنكن شفافين.. هل قابلت يوماً قارئ عدادات.. الذي يقرع الباب بقوة.. واثق الخطوة.. ينظر شذراً وفي نظرته اتهام وتكبر وشعور بالعظمة يشعرك أنه سيدكوان روحك بيديه فبجرة قلم يهمك سارق كهربا او يفصل الكهرباءعنك بحجة التاخير اوفحص العداد، لذلك لا يلقي عليك التحية ولا يرد على أسئلتك.. ومع أنه قد يكون أول السارقين للكهرباء. وكم مرة راودتك فكرة اللحاق به لتسأله: طالما ندفع فواتيرنا، فلماذا تفصلون الكهربا ورواتب التقاعد لم تصل البنكك ؟ ولأن رجل العدادات مثل شرطي السير ليست لديه إجاباتالمهم ان ينهي الورقات التي سلموها اياها حتى لايقولوا له اين كنت ، لا تتعب نفسك وتسأله لماذا تنقطع الكهرباء في الريف وفي البادية نحن نعرف أن البلد في أزمة. ولكن قطع الكهرباء الطويل يعيد الريف إلى سنوات الإهمال والتخلف فتضيع فرصة أن يصبح أبناؤه علماء ووزرا ودولات لان ضو السراج اربعه ياسين افضل من كهرباء الريف .
مع ذلك بما أن الوزراء والامنا ومدراءالمكاتب يتنورون عنا.. ويقررون عنا ويعرفون أكثر منا..ويستغنون عنا تحت كل الظروف فمتى يصيرون مثلنا..بحلقوا لهم عالناشف مثل ماحلقوا لنا ونصير سواسية نعاني الكهرباء والغاز والكاز والغلاء ونشترك معاً في الدفاع عن وطن هو للجميع ويتحمل الجميع مسؤولية حمايته؟ ومتى ياذن حاجبك بدخول تظلمه اواستغاثة مظلوماو مريض او وهو يعلم انه اذا اغلق باب فالله عنده ابواب واقول لحاجبك لكل شئ نهاية فهلا اوعزت لحاجبك ان يتقي الله وان يعرف انه راع مسؤول مثل أي راع
pressziad@yahoo.com