بعد لقاءات وسجالات وجهود مضنية افشلتها قوى ودول مغرضة وقعت حركتا فتح وحماس (اعلان الدوحة ) على ان يعلن عن الحكومة الجديدة في (18) الجاري برئاسة محمود عباس.. وهذا الاتفاق انجاز تاريخي بامتياز ورحبت به جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الخارج..
وهذا الانجاز خطوة شجاعة بكل المقاييس لانها تنطوي على عملية تحدي لجميع الدول والاطراف التي حذرت من التوصل الى هكذا اتفاق وطني.. ولانها وضعت حدا للانقسام الفلسطيني الذي كلف الشعب الفلسيطيني وقياداته وكوادره خسائر فادحة اضافة الى تضييع الوقت والفرص.. وقد جاء هذا الاتفاق بعد ان اصبح الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة لا يطاق.. حيث عمليات الاستيطان المستمرة وحيث عمليات القتل والاعتقال المتواصلة بصورة يومية في صفوف ابناء فلسطين.. وحيث رفض اسرائيل لكل مبادرة سلام واختيارها للقوة العسكرية بدلا من السلام.. يدعمها في ذلك الولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الاوروبي.. وكذلك تنكر اسرائيل لجميع الاتفاقات الموقعة مع الجانب الفلسطيني.. وقد تعرضت القيادة الفلسطينية في رام الله لضغوط وتهديدات امريكية واوروبية محذرة من توقيع اي اتفاق مع حركة حماس.. اما اسرائيل فقد هددت بشن حروب مستمرة على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وتجفيف مصادر اقتصاده ومعيشة ابناءه..
كما اعلنت المخابرات الاسرائيلية انها تمهد لضرب حركة حماس في قطاع غزة متهمة اياها بتزويد الضفة الغربية باموال طائلة من اجل تعزيز قدرات الحركة هناك !!..
وقد هدد بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني بان عليه ان يختار ما بين الاتفاق مع حركة حماس او السلام !!..
وتقول اوساط فلسطينية ودولية ان الحكومة الاسرائيلية ردت على اعلان الدوحة بغضب شديد.. وقال نتنياهو في بيان رسمي عممه الناطق بلسانه: انما حدث اليوم لا يغير من حقيقة ان حماس منظمة ارهابية تعتمد على الدعم الايراني لتدمير اسرائيل..ان اعلان الدوحة سيتعرض الى حملة من السخط والغضب الاسرائيلي المتزايد وان حكومة نتنياهو ستعتبره ذريعة لتقويض اي مبادرة سلام.. وان كلا من واشنطن والعواصم الاوروبية قد تقاطع قيادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وتحجب عنها المساعدات المالية كما فعلت عندما نجحت حماس في الانتخابات التشريعية وشكلت حكومة وطنية بالاتفاق مع حركة فتح..
لقد سئم الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية الانقسام في صفوف حركة المقاومة وكاد ان يحبط ويصاب بالياس بسبب صولات اسرائيل وجولاتها بالضفة الغربية واعتقال الكوادر والقيادات الناشطة هناك.. وكذلك بسبب الغارات الجوية التي لا تنتهي على قطاع غزة.. وعدوانها الفاشي في العام (2008) على قطاع غزة لا يزال ماثلا في اذهان نشطاء الراي العام الاقليمي والدولي..
المهم ان على حركتي حماس وفتح ومعهما جميع الفصائل عدم الاكتراث يالتهديدات والاجراءات الكيدية الاسرائيلية والغربية.. فوضع حد للانقسام الفلسطيني باعلان الدوحة التاريخي قد اسقط اوراقا كانت تلعب بها واعطى زخما جديدا للنظال الوطني الفلسطيني.. والمهم ايضا هو مقاطعة المفاوضات العدمية مع اسرائيل والتوجه للامم المتحدة للتاكيد على الثوابت الوطنية الفلسطينية ومنها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على التراب الفلسطيني..


الرأي