يا فيصل .. لا تعتدل أرجوك استقل
مالك العثامنة
02-10-2007 03:00 AM
منذ تم الإعلان عن "فصل" وإنهاء خدمات الزميل باسل العكور، قبل أيام، خصوصا أن تبليغ قرار الفصل كان بطريقة الإعلان مدفوع الأجر، يعني إعلان للعموم من الشعب الأردني، وأنا متوسم خيرا أخيرا أن إدارة التلفزيون وجدت العلة والخلل في كل أدائها، وهذا الخلل والكوارث يتكثف في شخص الصديق باسل العكور، ببساطة، وبعيدا عن صداقتي ومحبتي لباسل، فإنني أرى أن فصله واجب وطني، لإنقاذ التلفزيون، بعدما سبب له العكور من المصائب ما يكفي، والآن نستطيع التأمل والعشم بتلفزيون وطني أردني، له سياسة واضحة، واستراتيجية تبلور هويته، بعدما تخلصنا من الفيروس العكوري المدسوس طوال هذه السنين في تلفزيوننا العتيد، لتدميره وتخريبه وتشويه صورته، فجزا الله المنقذ العظيم فيصل الشبول كل خير.والآن، وقد ظهرت الحقيقة الصاعقة، بعمالة هذا المدسوس باسل العكور، فقد عدت عن ردتي الأولى بمقاطعة التلفزيون الأردني، لأشاهده من جديد، وأرى استراتيجية عبقري الإعلام الأردني فيصل الشبول في تطويره وتحديثه، وما لجرح بميت إيلام.
في الليلة التي تلت كشف المجرم الآثم العكور، توسمت خيرا بالتلفزيون، فها قد انكشف البلاء، والتلفزيون الآن نظيف من المخربين، ولأن فترة ما بعد الإفطار، هي الفترة التي تتنافس فيها المحطات على استقطاب المشاهد، فقد كانت تلك الفترة هي الاختبار الأول، وفعلا كان رمضان معنا أحلى نموذجا ولا أحلى لهذا السمو الرفيع في تقديم وجبة ترفيهية مفيدة وممتعة للمشاهد الأردني بل والعربي أيضا نظرا لبثه على الفضائية.
أشكر فيصل الشبول، أشكره جدا لا على نجاحه في كشف الجريمة العكورية في تخريب التلفزيون وحسب، بل على هذه الهوية الوطنية المحلية الجديدة لتلفزيون الدولة الأردنية!!
رمضان معنا أحلى، قدم لي جملة من المعلومات المهضومة والتي تصرفت بها مع مجمل ما هضمته على الإفطار بما يليق بها من تصرف، وأسعدني جدا أن المذيعة "المهضومة" أيضا أعلمتني كما أعلمت المشاهد الأردني والعربي(إن تصادف ووجدوا) أن النهر الفاصل بين فلسطين والأردن هو نهر الأردن! – كان هذا سؤالا للمشاهدين لكسب جائزة-!
طيب، يكفي تهكم، ولنتحدث جديا..
يا فيصل، يا فيصل...
مشان الله، هذه ساعات بث على الهواء، والعالم يرانا، واللبننة كنت أعرفها مصطلحا سياسيا يعبر عن واقع متشظي، لا سياسة تلفزيونية لا تغني ولا تسمن من جوع.
يا فيصل يا فيصل... مشان الله..
أنت وأنا وغيرنا من الزملاء يعرف كفاءات الصحفيين الأردنيين من أمثال باسل وغيرهم، والميدان الصحفي هو المعيار في إثبات الكفاءة، وليس قرارات همايونية تصدر عن باب عالي تقف خلفه.
يا فيصل يا فيصل مشان الله..
حتى الآن لا أفهم ما حجم المهارات والعبقرية التي لديك ليزورك ثلاث وزراء دفعة واحدة في بيتك قبل توليك المنصب لإقناعك به، وهي شهادة كانت لتسجل لك، لو تحملت المسؤولية بما يرتقي ورفضك الأولي لموقع المدير، لكن يبدو أن القضية كلها وكالعادة، عنزة ولو طارت.
يا فيصل يا فيصل مشان الله..
كنت شاهدا كما غيري من الإعلاميين ومنهم قيادات إعلامية على فضيحة ليلة التصويت على البتراء، ولولا العقلانية الوطنية لياسر أبوهلالة، وتدخل عقلاء الإعلام من الأساتذة، لكانت فضيحتنا على الهواء الذي يتابعه العالم، وانت مشغول ليلتها بالمناكفة وإثبات الوجود، كأن الفضاء التلفزيوني في العالم قوشان أرض مملوك بالكامل لك، وعلى بال مين يللي بترقص في العتمة.
يا فيصل يا فيصل مشان الله..
قيل في التراث، إما اعتدلت وإما اعتزلت، وفي ما نراه منك، أرجوك خذ الخيار الثاني واعتزل، والأيام كفيلة – ربما - بأن ننسى ما فعلت.
mowaten@yahoo.com