نواب وأعيان الأمه الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!!!...
في الوقت الذي في ظاهر الحال تكون هي تحركات ضد مظاهر الفساد من قبل نواب وأعيان الأمه، على حد سواء، فإن هؤلاء لا يتوانون ولو للحظه واحده عن طرق أبواب الواسطات لتحقيق مآرب مهما قل شأنها أو علا، ولو كان ذلك على حساب هلاك الأمه وما تحويه من بلاد وعباد... وهذا الموضوع يمكن تشبيهه بما يقدم عليه الشخص المرتشي عندما تأتيه العطايا والهدايا، فيتسلم ثمناً رخيصاً لقاء التسهيلات الكبيره التي يقدمها على حساب فناء الحرث والنسل من مقدرات الأمه... وهم بما يفعلون يشبهون كذلك سماسرة الأراضي الذين لا يتوانون عن بيع قطعة أرض أوكل بيعها لهم بخساره كبيره يتكبدها المالك لقاء مبلغ سمسرة تافه يتقاضونه على عجالة من الأمر، وهم بذلك على استعداد تام لبيع أمهاتهم وآبائهم ومن في الأرض جميعاً ثم ينجون.... بهذا التشبيه يعيش نواب الأمه معتقدين جازمين بأن ما يقترفونه من أفعال بتهديد هذا الموظف أو ذاك الوزير أو آولئك الأشخاص الذين يشغلون مناصب بمستوى رؤساء للجامعات يصب في صلب وطنيتهم ويحققون بذلك أعظم الطموحات ويصلون للأضواء الساطعه التي ما تلبث أن تفقد ضياءها ورونقها... فيكونون بذلك قد ضلوا السبيل وتنطبق عليهم الآيه القائله "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا؟ الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!!"
بمثل هذه السلوكيات البائده والتي أتتنا من عصور ربما تكون حجرية الطالع يكون قد أسهم عدد من نواب الأمه وأعيانها في طمس معالم الأمه ودثر مقدراتها وهم من كل هذه النتائج الحتميه من داخل ضمائرهم يشعرون بأنهم بريئون!!! لقد أشبعنا النائب الفلاني والعين اعلاني بالحديث تلو الآخر عن سلوكيات للفساد شاعت وانتشرت في المجتمع في الوقت الذي يتجاهلون هم أنفسهم بأن صنائعهم ليست أفضل من الأمور التي باتوا يشيرون لها بالبنان لما أشبعونا بالحديث عنها! فبتدخلاتهم في عمل رؤساء الجامعات أصبحوا يتصرفون كتجار الشنطه تماماً فإنك بتت لا تدخل مكتباً لمدير علاقات عامه ولا سكرتيره في رئاسه لجامعه إلا وجدت فيها واحداً منهم أتى على عجاله مسترقاً الردهات لكي يصل في نهاية المطاف دون أن يراه أحد إلى مكتب الرئيس لعله يلبي له طلباً في شأن من شؤون أبناء عشيرته أو قريته مروراً ببلدته فمحافظته!!! إلا أن أكثر ما يثير الجدل هو ما يدور في مكتب المسؤول من ترغيب هنا أو تهديد هناك عندما لا يتجاوب هذا الرئيس أو ذاك مع طبيعة طلباتهم! إلا أن بعضهم يجد نوعاً من التجاوب وخاصة في الحالات التي يكون رئيس الجامعه هذا قد وصل إلى منصبه عن طريق هذا النائب أو ذاك العين فتلبى لهم الطلبات وتقدم لهم القربان جزاءاً وفاقا!!!
إلا أن السواد الأعظم من رؤساء الجامعات قد سئم هذه الصولات والجولات التي تصل مكتبه من كل حدب وصوب، فهو يرفض طلب هذا النائب أو التجاوب مع ذاك العين فما أن يلبث أن توجه له التهديدات المبطنه وتلك الصريحه بأنهم سيسعون للعمل ضده وإزالته من منصبه!! فبعد هذا النوع من الهراء فإنك تجد بأن عددا من رؤساء للجامعات ممن احترموا أنفسهم وتبين لهم مدى رخص بقائهم في منصب مثل هذا يمضون فيه معظم وقتهم على مثل هذه الأمور ولا يصلون بسببه إلى بيوتهم إلا بعد ساعات منتصف الليل، لا يجدون في أنفسهم بداً من الإستقاله وإن كانت على مضد... فالخلاص يكون أزكى لهم وأطهر.. ويعتبر بذلك الوجيه المتوسط بأنه يكون قد نجح في "تطفيش" هذا المسؤول من منصبه لعله يبدأ تخطيطه من جديد في دعم رئيس جامعه آخر لعل واسطاته تجد لها من خلاله ما أراد تحقيقه من قبل في نهاية المطاف!!!
لكل آولئك النواب نقول إن رؤساء الجامعات الأحرار قد أصابهم القرف من مثل هذه الأفعال التي دمرتم بها أعز ما كنا نملك من مؤسسات وطنيه في الوقت الذي كنتم فيه لا تملكون لأنفسكم أي مؤهل علمي يردعكم عن التدخل في شؤون هي في واقع الحال كانت أكبر منكم بكثير إلا أنكم جعلتموها تبدو صغيره بتدخلاتكم الناقصة الدرايه في مثل هذا المجال... إننا في نهاية المطاف لسنا بحاجه لأية مجالس للأعيان ولا للنواب ممن غلب عليها تحقيق مصالح ضيقه وآن الأوان لأن نصيغ معاً (وبدعم توجهات القياده في بناء مجتمعات ناضجه يسودها الوعي) مشروعاً وطنياً يفيدنا في اختيار نواب لنا يعرفون معنى العيب ويقدرون مصلحة الوطن العليا ويعون معنى الإنتماء... نستطيع بعدها البدء في التخطيط البناء البعيد عن التدخلات الطفيليه والتداخلات الهدامه...