نشطت العقبة في عطلة نهاية الأسبوع , لكن مصدر النشاط لم يكن سياحيا , فقد أم المدينة الساحلية نواب تجولوا على مشاريعها واستمعوا الى شروحات مسؤوليها ومدراء الشركات والمشاريع فيها .
وإن كانت مثل هذه الخطوة من جانب النواب إيجابية للغاية , لكنها كان من المفترض أن تستبق جملة من التصريحات , التي أطلقت خلال الأيام القليلة الماضية حول هذه المشاريع وتسببت في بناء رأي عام سلبي , نعتها بالفشل أحيانا وفي التجاوزات أحيانا أخرى ,
تواجد النواب الميداني في العقبة كان فرصة لهم للإطلاع على سير العمل في هذه المشاريع بأم العين والإقتراب أكثر من الحقائق والمعلومات للمساعدة في تشكيل قناعات صحيحة تسبق تقارير لجان التحقق والتحقيق وكذلك سبر غور التفاصيل والمتناقضات على الأرض .
منذ مدة والعقبة تتعرض الى ضغوط لا تستهدف تصويب مسارها الذي ربما يكون قد إنحرف , بقدر ما تستهدف النيل من المشروع كنموذج لمدينة ساحلية تستحق التطوير بتنويع مواردها ومرافقها وإمكانياتها الكامنة , وبينما كانت العقبة تنطلق من سباتها نحو التحديث والتطوير كانت الأصوات تتعالى من متضررين من حالتها الجديدة لجذبها الى الخلف .
لا يخفي أبناء العقبة قلقهم من إختفاء دور المفوضية , وعودة دور الحاكم الإداري الى عمق التفاصيل , ولعل عودة هذا الدور القوي يعود في أسبابه الى تراجع دور السلطة بفعل الضغوط التي تواجهها ما جعلها تتريث أو تتردد لا فرق في إتخاذ القرارات الإستثمارية , في ظل أجواء مشحونة وتجاذبات غير صحية .
هناك تباين واضح بين خط عمل السلطة من جهة وشركة التطوير من جهة في ظل سعي الأولى الى إعادة دمج الشركة بها , فالمستثمر هناك يستمع اليوم الى رأيين متناقضين من كل جهة , وثمة تداخل لم يكن موجودا بينهما في الإدارة ما جعل المستثمر في حيرة من أمره .
تصميم المنطقة بني على الفصل بين الإدارة والتنظيم من جهة وبين أعمال التطوير من جهة أخرى , حينما أسس لمجلس مفوضين يراقب ويتابع ولشركة تطوير لها صفة تنفيذية تتعامل وتتشارك مع المستثمرين بما تمتلكه من أصول , في تكريس لشكل جديد من أشكال الحاكمية , التي تمنع من تعدد المرجعيات وتشابك وتداخل المصالح التي تحول دون تحصين الرقابة والمساءلة
لفترة ما تركت العقبة لنمو مساحة من الثغرات أبرزها تداخل الصلاحيات الإدارية أحيانا وتعمد عدم الفهم لطبيعة هذه الصلاحيات ما ترك مجالا للإجتهاد , وجد فيه أصحاب الرؤية الضيقة والمعادين للمشروع منفذا للتركيز على الإختلالات . إطلاع النواب على الحقائق في شأن أبرز مشاريع العقبة اليوم وهما مرسى زايد وواحة أيلة من شأنه أن يعيد إنتاج الصورة الأقرب للحقيقة ومن ثم نقلها الى الرأي العام الذي تنقصه المعلومة ويحتاج لأن يستمع اليها من ممثليه .
معيار النجاح أو الفشل هو ما تقوله الوقائع على الأرض وليس ما تتناقله الألسن تماما بقدر الفرق بين الشائعة والحقيقة .
(الرأي)