ترددت بالاونة الاخيرة اسماء مجموعة من الصحفيين حصلوا على مكافآت وعطايا في عصر مدير المخابرات السابق محمد الذهبي ، وتعود فترة تلقي الاموال لمن وصفهم الوسط الصحفي بـ "القبيضة" ، إلى الحقبة التي تبوأ فيها الذهبي إدارة المخابرات العامة، ودخل فيها بصراع مع رئيس الديوان الملكي آنذاك باسم عوض الله، الذي اتهم كذلك بدعم صحفيين لمواجهة الذهبي و"مشروعه الوطني" ردّا على عوض الله ومشروعه فكفكة الدولة تحت ستار الليبرالية.
وخاصة ان تلك الاعطيات قد تجاوزت عشرات الالاف من الدنانير، والذي يثير التساؤل هنا لماذا الكشف عن مجموعة من هذه الاسماء بهذه الفترة، وهل قاموا بمهمات رسمية لخدمة الامن الداخلي والخارجي، وهل بعضهم ما زال على علاقة مع دوائر امنية حتى هذه اللحظة،وهل شغل بعضهم مناصب اعلامية في الدولة، وهل كانت المهمات التي نفذوها مشروعة، وهل كانت المبالغ التي تقاضوها ضمن الحدود المعقولة، وهل كان اختيار الصحافيين المعنيين ضمن اسس محددة وما هي النتائج الايجابية التي تحققت من استخدامهم وتوظيفهم .
والتساؤل الاخر الذي يطرح هل يجب الكشف عن اسماء ( القبيضة ) المرتشين ، تمهيدا لتحويلهم للقضاء لينالوا جزاء ما اقترفوه من جرائم وكبائر بحق الأردن والشعب الأردني ، لأنهم باعوا ضميرهم وشرفهم المهني ومارسوا الغش والتظليل والخداع والفتن من أجل رشاوى الذهبي، ولابد من الإفصاح عن هوياتهم "موثّقه بالمعلومات الكاملة"، حتى يظهر للرأي العام من هم المتورطين، ولا تلصق التهمة على كل الوسط الإعلامي والصحفي.
والمتابع للمشهد السياسي في السنوات الاخيرة يرى ان الفساد اصبح مستشري في كافة ارجاء الوطن من خلال مجموعة القضايا التي يدار الحديث عنها بهذه الفترة ، ولا اظن العاملين بالصحافة سوف يكونوا بمنأى عن ان تصبح اقلامهم مأجورة للآخرين ولمصالح ذاتية وشخصية وليس للصالح العام ، وما تبعها من اضرار سياسية واجتماعية واقتصادية وكذلك الاضرار بمصالح الوطن.
والسؤال الذي يطرح بهذه المناسبة بان هذا الملف لا بد من التعامل معه بكافة التفاصيل والظروف التي ارتبطت به ، وبقدر الاستفادة المادية والمعنوية لهؤلاء الصحفيين بقدر الاضرار المادي والمعنوي والتشوهات والاساءة التي اصابت كثير من الناس من خلال كتابات وتقارير هؤلاء ، وبالتالي فان الكشف عن اسماء الصحفيين المأجورين اصبح ضرورة ملحة لانصاف الناس التي تضررت من خلال هذه الاقلام السامة وارجاع الحقوق الى اصحابها .
bsakarneh@yahoo.com