لماذا "حشر" البلاد في عنق الزجاجة ؟
الدكتور احمد القطامين
04-02-2012 11:05 PM
تتوالى الاحداث الداخلية في التطور بصورة تشير الى ان هنالك من يسعى الى ادخال البلاد في عنق الزجاجة.
فالحراك الشعبي يستمر في اكثر من محافظة والاعتصمات السياسية والمطلبية تتصاعد والتصريحات الغامضة والمتناقضة تتوالى وبعض القرارات الخجولة غير الموضوعة ضمن نسق محدد لتحويل الفاسدين الى القضاء تنسل ببطء من بين ركام الاحداث .. وخلاصة الموقف ان لا شيئ يشير الى اية محاولة من اية جهة لمنع البلاد من الولوج الى عنق الزجاجة.
الاعلام الاردني بكافة اطيافه لا زال غير قادر الى الارتقاء الى مستوى التطورات، فبينما تتزاحم الاحداث الخطيرة التي تتطلب تغطية وتحليلا عميقا لإطلاع الرأي العام التائه على ما يجري في بلده، نرى الاعلام وقد تم استدراجه على تخصيص مساحة واسعة لقضية من قبض ومن لم يقبض من الاعلاميين من مدير المخابرات السابق محمد الذهبي.
فبينما لم يمثل الذهبي بعد امام المدعي العام، ولم يتفوه بكلمة واحدة حول الموضوع برمته نرى اسماء من قبضوا منه تتطاير يمنة ويسره ولا احد يسأل من اين جاءت هذه الاسماء ما دام الرجل لم يخضع للتحقيق بعد.
الم يحن الاوان لنا جميعا كاعلام وكدولة ان نرتقى الى مستوى يعبر حقيقة عن مستوى الاردن.. ؟ مستوى المجتمع الذي يتضمن نسبة من اعلى نسب التعليم في العالم ومجتمع شاءت له الاقدار ان يدخل في ازمة تلو الاخرى عبر عقود من الزمن ويخرج منها جميعا بلدا قويا متماسكا يمارس دورا متميزا في جوانب عديدة من جوانب الحياة.
ان النسخة الاردنية من الربيع العربي تميزت بحالة من الهدوء والابتعاد عن الدموية في التعامل مع احداثها، واخذت بعض المؤشرات تشير الى ان مخرجات هذه الحالة قد تقود الى نتائج ايجابية ملموسة قريبا، رغم تمترس قوى "الشد العكسي" التي تقاتل باستماتة للحفاظ على مصالحها واساليبها الفاسدة في الابقاء على قبضتها المشبوهة على مقدرات البلاد.
ان علينا ان نتعظ مما يجري حولنا.. قبل فوات الاوآن.
qatamin8@hotmail.com